عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2016, 08:18 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكركما على تفاعلكما مع الموضوع وشكرا على الاجابات...

كيف ترى انت الكتابة؟ هل هو مرآة تعكس ما في دواخلنا؟ ام هي تقمص شخصيات ...وهذا التقمص لا بد ان الاستاذ الركيبات سيقول لنا ما يقصد به ؟ ام هي شيء اخر تماما؟ وما هو هذا الشيء الاخر؟

- في جوابي على السؤال الاول ان كانت الكتابة مرآت تعكس ما بدواخلنا ام هي تقمص اقول بان الكتابة اعقد من ذلك بكثير...
صحيح ان الكتابة تبدا كنوع من التعبير عن مشاعر تغمرنا تجاه موضوع معين، وهذا يكون غالبا في بدايات البدايات لمشورا الكتابة وتكون بذلك مرآة تعكس ما في دواخلنا، وقد يظل جزء مهم مما نكتب انعكاس لما يدور في دواخلنا، لكن التفاعل مع البيئة المحيطة والتحصيل المعرفي يكون له تأثير عظيم علينا، فلا تعود المسألة مسالة تسجيل اعترافات او عكس ما يجول في خاطرنا، رغم ان ذلك قد يلجأ اليه البعض في اي وقت فتولد روايات او قصائد او ابداعات من اشكال اخرى من نمط ما اصطلح عليه تيار الوعي وهو التيار الذي يترك الانسان العنان لنفسه ان تقول ما يجول فيها.

ومع مرور الزمن ومن خلال تفاعلنا مع البيئة المحيطة وتراكم التجارب خاصة في مرحلة الطفولة تصبح هذه التجارب مصدرا مهما للمخرجات الابداعية، وقد اصطلح على مجموعة هذه التجارب على انها الصندوق الاسود الذي تتراكم فيه هذه التجارب.

وهنا تصبح الكتابة تفاعل ذهني مع الخبرة العملية المكتسبة من البيئة المحيطة تنصهر جميعها وتشكل مصدرا مختلطا للافكار الابداعية. ونجد كثير من الناس يكون هذا الصندوق الاسود معين لا ينضب له على الابداع، وكثير من النقاد يعتقدون بأن الابداع ليس اكثر من تدوين السيرة الذاتية للانسان بوسائل مختلفه، وعليه تظل الكتابة تعكس مجموع التجارب التي يمر فيها الانسان خاصة في سنوات طفولته، وتظل هذه السيرة الذاتية تتكرر باشكال مختلفة في كل ما يكتب الانسان حتى ولو اختلف الضمير المستخدم في التعبير.

في مرحلة لاحقة يتأثر الانسان بما يدور حوله في الطبيعة، ولا يظل اسير تجاربه الشخصية، وهنا يبدأ في الغالب في تقليد الطبيعة، كما تصبح العملية الابداعية هنا تقليد الحياة وللطبيعة وليس انعكاس لما يراه الانسان داخل ذاته، ومثال ذلك وصف همنجوي لصراعه مع الحوت في الشيخ والبحر، اي ان مصدر المعرفة يصبح خارجي، رغم ان تفاعل الانسان مع عوامل الطبيعة قد تبرز هنا ايضا لكن بشكل محدود يعكس تفاعل الانسان مع هذه العناصر الخارجية..ومن هنا عرف البعض الادب على انه تقليد الحياة.
ولا يقف الامر عند هذا الحد...

يتبع...