|
أضع بين أيديكم مقتطفات من الكتاب الرائع
أفكار صغيرة لحياة كبيرة
للكاتب المصري كريم الشاذلي
وأترك التعليق لكم
وهي ليست بترتيب الكتاب
الفكرة الأولى
قصقص حلمك
في أحد البرامج التلفزيونية كنت أتناول الحديث عن الأحلام وأهميتها لكل واحد منا ،
ووجدت أن هناك ثمة اختلاف بين المشاهدين في نقطة تحديد الحلم أو الرؤية المستقبلية ،
وهل الأفضل أن يكون حلم المرء بسيطا وقريبا من واقعه ، أم يكون كبيرا براقاً ،
وأجاب مؤيدي الرأي الأول بأن الحلم البسيط يكون واقعياً أكثر ، مما يحفزنا على تحقيقه ،
بخلاف الحلم الكبير والذي يكون أقرب إلى الخيال مما يعطينا انطباعا باستحالة تحقيقه .
بينما قال مؤيدوا الرأي الثاني أن الأحلام البسيطة ليس لها سحر وجاذبية ،
وأن الهدف الكبير يثير الحماسة ويجعلنا في حالة تحفيز دائم .
وعندما جاء دوري للتعليق قلت : يجب أن يكون حلمنا كبيرا ،
لكننا يجب أن نتعلم كيف نجزؤه ونحوله إلى أهداف صغيرة .. ومرحلية .
نعم الأهداف الكبيرة تحفزنا وتشحذ من همتنا وتزيد من فاعليتنا ،
لكن الكثير منا يخشى من وضع خطة طموحة كي لا تكون خيالية صعبة أو مستحيلة التطبيق .
هنا يأتي دور تجزئة الأحلام ، وتقطيعها جزءا جزءا، وهذا المفهوم ليس من بنات أفكاري بل هو قاعدة إدارية عتيدة .
فأساتذة التخطيط يقولون ( فكر عالميا ، وتصرف محليا ) ، أي يجب أن تفكر بشكل شامل واسع ، تستطيع من خلاله تقييم قدراتك ، وتحديد موقعك على خارطة أحلامك بدقة .
لكن حينما تبدأ العمل ، يجب أن تصرف اهتمامك إلى تلك الأشياء الصغيرة التي تستطيع
إنجازها والتي تُحسب في خانة إنجازاتك ،
إن الهدف الجزئي يكون ممكننا نظرا لسهولة القيام به ، لكن الهدف الكبير يكون خياليا نظرا لشكنا في إمكانية القيام به ،
وكثيرا ما تصبح الأحلام الكبيرة مجرد أمنيات في عقل أصحابها لأنهم لم يجزئوها ، وينجزوها مرحلة تتبعها أخرى .
وما أروع مقالة الشاعر العربي ( علي الكاتب) حين أجمل ما فصلناه في بيت شعر قال فيه :
لا يؤيسنكَ من مجدٍ تباعُدُهُ فإِن للمجـــــدِ تدريجًا وتـــرتيبًا
فالأحلام الكبيرة ، والأمجاد العظيمة ممكنة ، ونقدر عليها ،
بشرط أن نخطط لها جيدا ، ونجزئها إلى مراحل ،
ونضع لكل مرحلة خطة عمل ، ووقت للبدء والانتهاء .
وعلى هذا جرت عادة الناجحين والعباقرة .
______________________
من كتاب " أفكار صغيرة لحياة كبيرة "
كريم الشاذلي
|
|