عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2016, 01:36 PM
المشاركة 19
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
- سؤالي لك حول هذه النقطة هل تعتقد ان تركيا كانت بمنأى عن المؤامرات الغربية؟ وان وحدتها حتما كانت مستهدفة؟ أليست اذا تركيا ضحية وانت تلوم الضحية ؟ فمن يقف وراء الحدث في تقديرك ؟

أحيانا نتناسى أن تركيا بالأساس تنتمي قلبا و قالبا إلى الغرب ، و توجد أيضا في القارة الأوربية ، و حاولت مستميتة الانضمام إلى الاتحاد الأوربي ، فتركيا على الدوام جزء من المؤامرة الغربية أو على الأقل يأخذون رأيها بجدّيّة في القضايا التي تخصّها ، كحربها ضد الأكراد ، التي تديرهاا كيف شاءت دون محاسب ، و تخترق المجالات الجوية للدول بلا رقيب منذ زمان العراق نموذجا ، و أيضا ذراع قويّة للغرب في الشرق الأوسط ، تساهم في محاصرة روسيا بحريا و تم تجهيز جيشها بآخر الصيحات التكنولوجية ، و دخلت في تمويل مشاريع ضخمة في الصّناعة الحربية الأمريكية للحصول على آخر ابتكارات سلاح الجو الأمريكي و بأعداد ضخمة .
الغرب لم يخطر بباله يوما التّخلي عن تركيا ، لكن وجود شخص كأردوغان ، ذو شعبية و مزاجي ، جعل الغرب يعيد بعض حساباته في وتكتيكاته ، رغم التطمينات التي تقدمها المؤسسة العسكرية التركية للغرب و أن الخط السياسي العام للدولة لن يتغير رغم الخطابات النارية لأردغان ، و هو إلى حدما الخط الذي انتهجه اردغان لسنوات ما يسمى صفر مشاكل مع الجيران ، لكن الرجل جرفته أحدات الربيع و أصبح يتخبط بكل غريب ، فيريد أن يكون مصريا أكثر من المصريين و سوريا أكثر من السوريين ، فهو منفلت بدرجة كبيرة ، و زاد في الاحتقان بالمنطقة بشكل غير مبرر ، و استماتته في التشبت بالسطلة لا حدود له ، لكأنه التركي الوحيد المؤهل لها ، هذه التصرفات ، لن ترضي داخل تركيا و لا خارجها ، فعندما تقول أنك ديموقراطي أخلاقيا متى انتهت مدّة صلاحيتك فانسحب و احترم مؤسسات و دستور البلد الذي جعلك على رأسه ، وليس أن تفصل على مقاييس مزاجيتك ، قوانين الدولة . فهنا أنت تلعب بمصير أمّة .

أنا لا ألوم الضحية ، فاردغان يتحمل كلّ المسؤولية لأنه هو من يمارس السلطة ، و بيده أن يطفئ نيران بيته أو يزيدها اشتعالا ، و لاشكّ أنّه اختار المواجهة ، و ربما سيتمادى فيها ، رغم أن الكثيرين من حزبه كعبد الله كول و حتى مهندس سياساته الخارجية سابقا داوود أغلو ، لاحظنا كيف تمّ ابعادهما إلى الهامش في السنوات الأخيرة .

قد يكون مورسي مصر حديث عهد بالتسيير ويمكن تفهم أخطائه ، فهو غير عليم بكل خبايا دور المؤسسة العسكرية المصرية ، و لا تزال جماعته تمارس عليه نوعا من الوصاية ، و تناسى أن مصير دولة كاملة بيده ، و أقدم على مغامرة ألّبت عليه الجميع ، حين سعى إلى التوغل في كل مفاصيل الدولة وإبعاد المنافسين في نهم غريب لكأنه جاء على ظهر دبّابة ، لأن أدبياتهم لم تتآلف مع المدنية ، لكن ما العذر الذي سنجده لاردغان الذي جاء من صميم مجتمع نسبيا فيه ديموقراطية ، و تتولى أحزابه الحكم منذ أجيال ، رغم أن المؤسسة العسكرية تتدخل في كلّ مرة لتصويب المسارات ، متى حاول الحاكم الخروج عن النهج العام للدولة .