عرض مشاركة واحدة
قديم 07-19-2016, 03:50 PM
المشاركة 15
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذ أيوب صابر

الخاسر الأكبر من الحدث برمته هو تركيا الدولة كما أشرت سابقا ، إذ هو مؤشر أولي وعلامة من علامات التقهقر الحقيقي لهذه الدولة التي لم يستطع أبناؤها الحفاظ على وحدتهم ، وهنا أتحدث عن وحدة الهدف و الرؤية المستقبلية كانوا إسلاميين أو علمانيين . فالهوية التركية تجمعهم و هنا تركيا ستواصل المسيرة وهي عرجاء سواء بقي أردغان أو نجح الانقلاب . فالحدث باكمله نجح في استهداف الدولة التركية و أصابها بأضرار كبيرة ، تأثير الأمر على سوريا سيكون نسبيا ، لأنّها ليست فاعلا حقيقيا في الملف السوري مادامت القوى الكبرى دخلت علانية ، فهي مجبرة أصلا على لعب دور الكومبارس ، لأن المسالة أكبر منها بكثير ، و أصبحت سوريا بيد الكبار ، و صراع الدول الاقليمية فيها مجرّد حرب استنزاف و في أحسن الأحوال الإعلان عن الوجود ، إسرائيل من جهة توجد في قلب منطقة تغلي و هذا يهدّد وجودها منذ نشأتها ، و هي على الدوام الدولة المرشحة للتبخر عند أية هزيمة حقيقية ، لكنها تجيد اللّعب على الحبال و الاستفادة من الأحداث بأقل تكلفة منذ ظهورها في الشرق الأوسط .

أمّا مصر فهي نموذج للضعف الي تسير نحوه تركيا ، فهي دولة غارقة و دولة لا توجد مؤشرات حقيقية على قدرة نهوضها كدولة ، إنها تحاول فقط الحفاظ على نفسها ، ولا تملك أية أوراق للتأثير على المنطقة . و هي في موضع لا تحسد عليه ، وملفها مفتوح على كلّ الاحتمالات .

مقال القاسم رغم احترامي له فهو مجرد كلام ، فالمؤتمرات ليست أكثر من قراءة بعض الأوراق و الاطلاع على خبرات أو أفكار متعلقة بالمصير المشترك في مجال ما ، أمّا الذين يخطّطون فهم يعملون ليلا ونهارا دون توقف و يجتهدون في كيفية التّصرف دون أن تظهر النوايا الحقيقة ، فالمؤامرة قائمة ، و هي فن وجود واستمرار يمارسه القوي بفعالية و يمارسها الضّعيف وفق إمكانياته المحدودة أصلا .

تفاعل العالم مع الانقلاب كان بطيئا جدّا و هنا تظهر حنكة الحرص الشديد الذي تمارسه الدول ، فالكل يطلق كلاما عامّا ممّا يكاد يؤشر أن أغلب دول العالم تريد لتركيا هذا الوضع بالتحديد ، وهنا مشكلة أردغان الحقيقية ، فسياساته أدّت إلى عزل تركيا عن محيطها و أصبحت دولة بدون حلفاء حقيقيين .