الموضوع: ظلٌّ للظلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2020, 01:14 PM
المشاركة 4
حمزه حسين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ظلٌّ للظلام
ظلٌّ للظلام
--------------

أَيُّـهَـا العَـائِـدُ مـِــنْ غـَيــمِ الـحَـيـاةِ
لِمَ تَعْدو فـي سـؤالٍ عَـنْ مَمَاتـِي؟

لِـمَ تَهْمِـي والسَّـحَـابُ المنْتَـشِـي
يَـزْرَعُ القَـلـبَ بأشـبـاحِ الصِّـفـاتِ؟؟

جَولةٌ أُخـرى مَـعَ الرَّسْـمِ الخَفِـيْ!
وسُــنـُـونٌ تُـبْـتَـنَـى لـلـشَـدَقَـاتِ

جَولـة ٌ أُخـرى مـَعَ القَـبْـرِ الـرَّخِـيْ!
ذانِــكَ الـمـوتُ يُحـلِّـي شُـرُفـاتـِي

أيُّــهــا الـعَـائــدُ دونــِــي وحْــدَتِــي
فـَهُـنـا كـوكـبَــةٌ مـِـــنْ صَـرَخَـاتِــي

تؤنِـسُ الـخـوفَ إذا الـخـوفُ ارْتــَدى
رَعْشَـةَ الزهـوِ بأجْـسَـادِ الـعـُراةِ

اِبتـهـالاتٌ على الـنـزفِ الـطَّـمِـيْ
وتــقــولُ الــظــلُّ في الظُلْماتِ آتِ

هـاتِ وجـدًا ليـسَ وجـدِي قادمًا
يـا صـراخَ الحشـرِ يــومَ الضَحِـكَـاتِ

هَـاتِ غَيْمًا مُمْطِـرًا فـي حاجَتـِي
ليسَ يَغْفو في الغيومِ المُنْهَكَاتِ

لِتُعِـيـدي رِحْـلـَـةَ الـدَّمْــع ِ الـنَّـقـِيْ
هَامِياً فـــي أقـْحـُوانـِي وَصـَلاتِــي

فَــهُــنَــا كـَـوكَــبـَــة ٌلا تـَجْــتـَـبـِـي
نَاقَـةً أوْ جَسَدًا مُلْقَى، فـَهـَاتِ

عِـنْـدَكِ الـكَـونُ فَـسِـيْـحٌ صَـامِــتٌ
ونَـشـيـجٌ هـــَارِبٌ نـَـحْــوَ الـجِـهَــاتِ

لا تـَسَــلْ فِـيـمَ غِـنـَائِـي رَاحِــــلٌ
ولِـمَـاذا الـنَّـزْفُ ضــوءُ الكَـلِـمَـاتِ؟

أَي ُّ طَيـر ٍ فــي حـُروفِـي دَافِــىءٌ!
أَيُّ ثَلج ٍ ليسَ يَبكي في السُّبَاتِ!

يَـغـرَقُ الـسَّـفْـحُ وأَبْـقَــى جَـــدْوَلًا
لا ضِـفَــافَ اعْتـَصَـمَـتْ بالـقَـطَـرَاتِ

لا تَسَلْـنـِي كَـيْـفَ أُخْـفِـي دَمْـعـَـةً
في سِيولـِي عـنْ ضَمِيـرِ اللَّحَظَـاتِ

أيُّــهـَـا الـعَـائــدُ حَـسْـبـِـي شَــــارِدٌ
تَحْتَ جفـنِ الشَّمْـسِ والمُنْصَرِفَـاتِ

إنَّــــهُ الـعِـتْــقُ رَحِــيــمٌ شَــاحِـــبٌ
أنَّـــةٌ مـــنْ مـومِـيَـاءِ الشَّـهَـقَـاتِ

تَحْـبـِسُ الـجَــوْفَ لِيـَظْـمَـا مـَــاؤُهُ
حُـجْـرةٌ مــنْ غائِرَاتِ الـحُـجُـراتِ

عُـدْ مـنَ الوقـتِ الـذي مَـا زَالَ لِـي
عَطَشَ العَوسَجِ يُدمِي خُطُواتِي

لا تُـداهــنِّــي بـِـمَـــرْآكَ الـــصَّـــدَى
واقتَفِ الآثارَ مِـن هَمْـسِ الحَـيـَاةِ

عَلَّمتنـي حُـجْـرةُ الـفـَيءِ الـذَّكِـيْ!
كَيْـفَ للظُلْمَـةِ أنْ تَسْـكُـنَ ذَاتـِـي

اِجمَعِـي سَعْـفـِي ظــِلالًا تُلْتَـظـَى
واطْرَحِيهَـا فــي شُــرودِ الصَّفَـحَـاتِ

اِمْلَـئـِي مَــا مَــاتَ مِـنّـي عَـائـِـدًا
خَـلـفَ أغـصَـانِـي بِـلَـيـلِ الـزَّفـَـرَاتِ

أَيْ صَفِـيَّ الهَجْعـَةِ الأولَــى مَـعـِي
اِقـتَـرِبْ، ضُـــمَّ رَحِـيـلِـي لِلـشَـتـَاتِ

سَــوفَ أحْـيـَا لِمَـزِيـدٍ مـِــنْ دُجَـــى
لـِـظــِـلالٍ تـَحْـتَـمِــي بـالـظُـلُـمَــاتِ
(26)
==============
محمد عبد الحفيظ القصاب
5 - 3 - 1993

أخي الشاعر الرائق

أستاذ محمد

نص جميل
ومؤثر

ومعان لافتة

دمت والابداع
تحياتي