عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2013, 01:06 AM
المشاركة 136
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشاطر7
استيقظ الجميع على وقع الغطسة وضحكات الشاطر وأبيه ، وجوههم شاحبة يغشاها غبش الإرهاق و جهل المصير ، الضباب كثيف في عرض البحر فلا تسافر العيون إلا بضعة أمتار برؤية عمشاء ، العم مصطفي يتثاءب وقد أخذته غفوة مفعمة بالكوابيس ، طامو تستوي في جلستها والزورق يتمايل ، الأم برشاقتها تساعد سوس على اعتلاء المركب ، فجاءت الشاطر تتمسح جسمه الندي منتفضة مرتعشة تتطاير من فروها دقائق القطرات كأنها تعاتبه على فعلته ، فضمها إلى وجهه مقبلا جبينها . الأم استنار قلبها وهي ترى طفلها تجاوز محنته ، لكن وجهها فارقته نضارته ، ينتظر الجميع انقشاع السديم لاستكشاف المكان وتعرف الاتجاهات ، و لو أن أملهم في الخلاص يكاد يتناهى عند الصفر ، فصفحات الماء منبسطة امتداد السماء .
كسر العم مصطفى جمود الصمت قائلا :" سمعت يوما من صديق يحكي عن ثلاثة اشتد بهم كرب يكبر طاقتهم فاستنجدوا بأعمالهم الصالحة ، وكان لها عظيم أثر و عجيب فعل ، ها أنا أقتفي أثرهم وأحذو حذوهم ، يوما قدمت بلادا ونزلت عند أسرة تعامل خادمتها معاملة سيئة ، فما كان مني إلا أن عطفت عليها ، و أخبرتهم عن رغبتي باصطحابها معي لتخدمني ، فلم يستجيبوا لطلبي إلا بمبلغ كبير من المال ، فذهبت بها إلى بيتها و واظبت على إرسال أجرة عملها لأسرتها الفقيرة حتى بلغت أشدها . تناولت طامو حصتها من الكلام وهي تقول : " أما أنا فلست أدري إن كان عملي يبلغ من الصلاح ما قد يعجل بالفرج ، فقد كنت مع منظمة تعتني بالحيوانات ، فوجدت قطة عند سيدة فقيرة أصابتها أمراض خطيرة ، لا تملك المنظمة ما تعالج به القطة فاضطررت إلى الاقتراض من أجل معالجتها . صمت الأب ولم تقل الأم كلمة فنطق الشاطر : " ألا تعتبران كفالة اليتيم عملا صالحا ؟ نعم العمل فعلت أبي ، طوبى لك أمي "، فقاطعه العم سائلا ربما أعمالك أيها الصبي هي من ستنجينا من هذا المأزق ، فحدثنا عن عمل صالح فعلته فرد عليه الشاطر : " أنا العمل الصالح "
كانت هذه المحادثة كافية لغمر النفوس بالأمل وقد بدأ الضباب يتلاشى فظهرت الآفاق الزرقاء والبحر هادئ هدوء من يحمل على ظهره قديسا . سمع هدير الطائرة التي أتى بها أخ مصطفى عند تعذر اتصاله به، فظل طوال الليل يتنقل بين المصالح لحثهم على مباشرة البحث ، كان هديرها يأتي مرة من اليمين ومرة من اليسار جهة المشرق ، بعد برهة ظهرت كنقطة في الفضاء فهل وجه الجميع ، لكن العم مصطفى أخبرهم أنهم سيبحثون عن اليخت و من تلك المسافة لن يبدو لهم الزورق ، نبحت الكلبة سوسو فنطق الشاطر " المرآة أمي المرآة " فقالت الأم من أين لي بها يابني فمحفظتي ..." فقال للخالة : " تذكارك... لوحتك.. خالتي " فبدأ يصوب الأشعة صوب المروحية بدقته المعهودة بعد لحظات تقدمت الطائرة جهة المركب " فقال له الأب والبشاشة تملأ الوجوه " أنت عمل صالح بني " و ناداه العم مصطفى من اليوم سألقبك بالشاطر .
انتهت القصة الأولى للشاطر
شكري لكل من تقدم بإبداء رأيه ابتداء بالأستاذ أيوب و الأستاذة سارة وصولا إلى الأستاذة التي كنت أتمنى فعلا أن أجدها يوما هنا وأقصد آية أحمد فلم يخيب الله رجائي بمرورها الكريم وأنا من المعجبين بتعليقاتها .
سيكون لي تفاعل معكم إن شاء الله
وربما اهتديت إلى قصة أخرى للشاطر التي تقريبا عندي تصور عام حول الحلقة الثانية لكن الأحداث تبقى عصب القصة .