عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2013, 11:31 PM
المشاركة 135
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشاطر 6
حلت جيوش الظلام بمدينة الأحلام ، أسراب غربان تعقعق والخفافيش تشكل بأجنحتها لحافا يغطي زرقة السماء ، على الأرض زحفت الضفادع والصراصير على الواحات والجنات الخضراء يقودهم المتجبر " ها قد عدت إليكم ، لقد قامت قيامتكم ، أريد الصبي الفتى " . ارتفع منسوب الألم في الأرض والحواسيب تنذر بشرور آتية ، فشغل العقيد نظامه الدفاعي الجديد ، فأنبتت الأرض مرايا على شكل صحون مقعرة ، لكنها لا تستطيع أن تعكس شيئا ، فالظلام ليس شعاع نور بل مجرد فراغ ضوئي ، نهق المتسلط متفرعنا :" فشلتم يا من لا يحبون الفشل ، كانت الفكرة وسوسة مني للصبي لتعطيل دفاعاتكم ، فهذا الصبي قريبا جدا سيكون واحدا من أقوى رجالاتي ".
وقف المحارب منزعجا مفزوعا وارتعدت ركبتاه ، فتقدم الصبي ، ماذا تنتظرون ، زودوا هذه العواكس بالأشعة فعددها يكفي لإضاءة الكون ، أسرع المبرمج محولا الصحون إلى قاذفات ضوء ، فأصدر الشاطر أمرا آخر بإطلاق أشعة الوان قوس قزح دفعة واحدة لتكون بيضاء تلتهم كل ذرات الظلال . تهاوت أطياف الظلام و انقبضت روح الشرير وقد جحظت عيناه و هاله تدمير فرقه الجرارة ، وجيشه العرمرم ، أخذ الشاطر مسدسا ضوئيا ، فأطلق حزمة فقأت العين اليسرى للوحش فأضحى أعور وهو يبتعد هاربا جارا أذيال الخيبة والهزيمة ، احتفل المحاربون بنصرهم وهموا بمبايعة قائدهم الجديد لكنه رفض وهو يقول : أنني أشتاق إلى أمي وأحن إلى أبي ، فأنا ابنهم الوحيد ، فقط بادروا بمهاجمتهم في ديارهم فربما يكون الهجوم خير وسيلة للدفاع . ودع الشاطر فرقته وبدأ يجري عبر المنحدر وتزداد خطواته الصغيرة تسارعا فأحس بألم يجتاح رجليه ، ماهذا ! ربما أشعة الوحش ما تزال تسكن في عضلاتي ، كلما تضاعفت سرعته كلما ازداد الألم فلا يستطيع إيقاف نفسه ولا تخفيف أوجاعه فبدأ يبكي ، ويصيح رجلاي رجلاي فاستيقظ فلمح أباه يتقدم نحوه بحبو على الزورق ، والخالة طاموا انزلق رأسها فتموضع على فخدي الطفل ، سحب الأب رجليه وهو يمسح على رأسه فبادره الطفل بالسؤال : " أين نحن يا أبي؟ وما هذه الأشعة الرمادية ؟" ، رد عليه الأب : نمت جيدا أيها الفتي ، أنسيت أن المركب غرق البارحة ... الآن تذكرت كل شيء ، أبي أحس بالجوع والبرد ..... أعرف يا بني ، لكن قريبا سنجد حلا ...... كيف يا أبي ؟............... لا أعرف ، هل لديك فكرة ما ......... نصطاد السمك ........ تبسم الأب لا نملك صنارة !...... من محفظته أخرج مقلاعه فصوب إلى الماء لتنقض سوسو بسرعة غاطسة لتطفو بعدها بلا غنيمة .