عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2010, 10:16 PM
المشاركة 23
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


الفصل الثاني في التعارف قبل اللقاء


"كتب أبو منصور النيسابوري المتوفى سنة 429هـ?

نحن في الظاهر على افتراق وفي الباطن على تلاق نحن نتناجى بالضمائر ونتخاطب بالسرائر
إذا حصل القرب بالإخلاص لم يضر البعد بالأشخاص
أنا أناجيك بخواطر قلبي وإن كان قد غاب شخصك عني
إن أخطأتك يدي بالمكاتبة ناجاك سري بالمواصلة
رب غائب بشخصه حاضر بخلوص نفسه
إن تراخى الالقاء فإننا نتلاقى على البعاد ونتلافى نظر العين بالفؤاد.

"وكتب أيضاً"
أنا أشتاقك كما تشتاق الجنان وإن لم تتقدم لها العينان
أنا وإن كنت ممن لا يسعد بلقائك فقد اشتمل علي الأنس ببقائك والشوق إلى محاسنك التي سارت أخبارها ولاحت آثارها
لازالت الأيام تكشف لي من فضلك والأخبار تعرض علي من عقلك ما يشوقني إليك وإن لم أراك ويزيدني رغبة في ودك وقد سمعت خبرك.

"وكتب الشيخ حمزة فتح الله المتوفي سنة 1335هـ?"


كما أن شغف الجنان بالحسن والإحسان تكون داعيته المشاهدة وتسريح الأنظار في محيا الكمال
ومجلتي الجمال فترى العين من تلك الغرة ما يملؤها قرة
فكذلك السماع يستدعي هذا الشغف فيتأثر الفؤاد بما يشنف الأذن
مما تهديه إليه طرائف الأخبار حتى كأن حاستي السمع والبصر في ذلك صنوان
بل أخوان في هيكل هذا الجثمان وقد يعلن السيد أطال الله بقاءه وأدام ارتقاءه
أن ذلك الأمر (أي الشغف بالسماع) ليس بالحديث العهد ولا القريب الجدة بل هو أمر عرف قديماً
أن يهدي السماع إلى سويداء القلب لاعج الحب سعره من الأنباء عرف شميم فتهيم بمجرد استنشاق ذلك الشميم
حتى يقول الشاعر العربي (والأذن تعشق قبل العين أحياناً)
أجل والقدوة في هذا المعنى
لذلك المبني قوله
: "إني لأشم نفس الرحمن من قبل اليمن"
لما أملته العناية الربانية والملك الروحاني على قلبه الشريف من نبأ القرني أويس ولم يكن رآه بعد.
الأوان محاسن السيد الأجل لما سارت بها الركبان
وأثنى عليها كل لسان ما بين أخلاق أبهى من الروض النضير وأعراق أشهى من عذيب النمير
قد احتلت من فؤادي لا أقول منزلاً رحيباً ولا وادياً خصيباً بل منزله شماء ودارة علياء وأوجاً بطوالعها السعيدة يسعد ويلوح بها من ذكراه
كل حين فرقد فلم أنشب أن قدمت كتابي هذا لمولاي بين يدي اللقاء
عله أن يسمح به الزمان وتسفر عنه الليالي والأيام
ليتاح لي ري الفؤاد بما أرويه من حديث زيد الخيل الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( زيد الخير ) وقال له :
ما وصف لي أحد فرأيته إلا وجدته دون ما وصف لي سواك
وإن فيك خصلتين يحبهما الله (الحلم والأناة) مقتدياً بالإمام محمود جار الله في تقديم هذا الحديث الشريف
على ما أنشده إياها الشريف بن الشجري أول ما لقيه وكانا قد تحابا بالسماع.

كانت مساءلةُ الرُّكبان تخبرنا

عن جابر بن رباحِ أطيبَ الخبرِ

حتى اجتمعنا فلا والله ما سمعت

أذني بأحسن مما قد رأى بصري


...... يتبع