الموضوع: على ضفاف أمي
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
4343
 
زبيدة الزبيدي
من آل منابر ثقافية

زبيدة الزبيدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Apr 2012

الاقامة

رقم العضوية
11058
04-19-2012, 11:42 AM
المشاركة 1
04-19-2012, 11:42 AM
المشاركة 1
افتراضي على ضفاف أمي



(( منذ سنوات عديدة .. ولظرف لا أعرف ما أسميه ..ولا يحضرني معنى لما أشعر به نحوه ..أسكن مدينة تبعد عن جنائن أمي أكثر مما ينبغي لمثلي تحمله . ))


وحتى لا تختلط الأوراق على منضدتي ، ولكي أستريح من عقدة الحزن والشوق معا ..واللذان ظلا يلازماني معا كلما ذكرتها ..
سأحاول جاهدة أعادة تنظيم سطوري مرة أخرى فقد تكون رحلتي على الورق هذه المرة صعبة جدا فالمغامرة بالكتابة عنها غير محمودة العواقب,, لأنني ربما اعلم منذ البداية إن رهاني خاسر وإني سأغرق في لجج الحزن مرة أخرى ...وسأسلك دربا مستحيلا أحاول من خلاله أن ارسم بأصابع يدي المرتعشة وجهها الجميل كلما غفى طيفها في أحداقي ..
عندما رن هاتفي معلنا إنها أمي ..أدركت من فوري إن قارورة من شذا عطرها بدأ يفوح في أثير غرفتي فذكرياتي ، تجاربي آلامي ،وتعبي وجميع ما أمر به من تشوهات تعلو فوق سطح حياتي وأنا بعيدة عنها ، وجدتها في لحظة منعتقة من زمني هذا ملقاة في أحضانها ..
ودون مقدمات لا طائل منها ..وجدتني في محرابها أخلع خوذة الحرب التي أتحصن بها وعصاتي السحرية التي تشد من آزري كلما أتذكر دموعي وإنكساراتي وإنهزاماتي علها تعمدني بماء الورد الدائم من زنابق حنانها المخضرة دائما
وجدتني أعود بسرعة البرق لبراءتي ونقائي وتلقائيتي ، تلك الأشياء التي علاها غبار الأعوام الماضية ، تلك الأشياء التي تحاربني الأيام عليها ويقضم الزمن في كل لحظة جزءا منها فيوشك أن يدعني منها قاعا صفصفا .
وأغرب ما مررت به من نوبات البراءة وربما البلاهة هو إنني عندما أغلقت الهاتف شعرت بأنني أنتظر إتصالا جديدا منها قد يأتي ولا يأتي الآن .
شعرت بعدها لبرهة إنني يجب أن أبقى مكاني أنتظر عل الاتصال يتحقق قريبا ،ولولا أن ألقى ألي أحدهم بصوته من الخارج لبقيت في صومعتي هذه بانتظار رنين هاتفي الذي بقيت ممسكة به وعيني مسمرة عليه ، أنــــا أعلم إن الإتصال قد يأتي وإن جهاز الهاتف قد يمن علي برنينه غدا ..
وقد يأتي بعد غد ،لكني سأبقى أرقب صوتها لأنني أرغب في ممارسة التسلح والتحصن به من جديد .
ولا أرغب في حمل كل أعبائي التي ألقيتها على أعتاب أمومتها وهي تضحك ..بقيت لا أرغب في الكلام أو التصادم مع أحد من جديد ..
بعد أن غفت مسامعي في أحضان أمي الحبيبة ..
فسحر صوتها حولني إلى عاشقة لكل ما ومن حولي .