الموضوع: الأدب الأرمني
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 03:37 AM
المشاركة 8
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الأدب الأرمني
الميلاد

الميلاد( ١). تساقط الثلج طيلة الليل ثّم توقف، مصحوبًا بهبوط برد جليدي.
وعلى حافة نافذتي، تجمدت حبات زيتون أرمين السود الكبيرة داخل مائها الذي
تحول إلى جليد. ويشير ميزان الحرارة عندي إلى ١٥ درجة تحت الصفر.
الميلاد. مولد الفقير. لكن الفقير هو ملك. وتبدو المدينة بهية وجميلة. ويوزع
المشاوي) مجلوبة من ) Khorovats الرز على المؤمنين عند باب الكنيسة و
كاراباخ أمام ساحة الحرية. وكان أهالي يريفان قد أرسلوا الهدايا إلى أطفال
كاراباخ. إنه تبادل الأعمال الخيرية بين الوطن الأم والابن المفصول عنه.
وجد روبين سيارة مع وقود لذهابي إلى إتشميازين، وهو نفسه يجب أن يلتقط
فيها صورًا للوكالة.
الميلاد في الكاتدرائية. سيمسح روبين الكاتدرائية طو ً لا وعرضًا وهو يمر
بصعوبة ضمن حشد كبير ومتراص من الناس، وفي يده آلة تصوير يلتقط بها
صورًا من قريب ومن بعيد: دخول موكب رئيس الأساقفة مع نوابه والشمامسة
الشمعدانيين والإنجيليين وأولاد خدمة القداس، ويتقدم موكب الحاشية بعظمة وقد
اصطف أفراده بانتظام على نسقين وجاء من بعدهم صف المرتلين مزهوين في
ثيابهم الزرق.
والتقطت صور بعض لحظات التوقف مثل تلك البركة التي تعطى للجموع
برسم إشارة الصليب ومشهد نظرة الفتاة الصغيرة الحالمة وهي تحدق في الشمعة
التي ترتجف... صور وصور... حصاد وفير من الصور... ونفدت أخيرًا الأفلام.
لقد توقفت آلة التصوير وعدوان ومضاتها. هدأ روبين ووضع آلة التصوير ضمن
محفظتها، لكن ومضات أخرى ربما لأشخاص آخرين ما زالت تعمل... إنه على
كل حال متحفظ جدًا بالنسبة إلى الكنيسة. وهو متوتر جدًا، إذ أنه "لا يستطيع البقاء
في صالة سينما حتَّى انتهاء الفيلم" ويعرف ذلك في نفسه. ومع ذلك فقد توقف في
الكنيسة. ربط بين حياته وعمر القباب من آلاف السنين، إنه عمود من اللحم إلى
جانب أعمدة من الحجارة مسندًا ظهره بسكون وثقل مثل ركيزة.
عند الخروج من القداس، قدم لي كهدية صليبًا من هذه الصلبان الصغيرة
المصنوعة من النحاس الأصفر والذي يباع عند مدخل الكنيسة. بينما السوفييتي
كان قد قدم لي صليب أرمينيا. كان الأرمني يستعيد تقليده ويرتبط بماضيه من
جديد. اقتحم رمز العطاء أبواب الإيمان. وهي طريقة تقول "لا" للفلسفة المادية
وللتأكيد مجددًا على هويته الأرمنية. يا لها من صرخة!
اليوم، ينقل قداس الميلاد على التلفزيون الأرمني. وما كان ذلك يحدث من
قبل أبدًا. وقد تابعت الكنيسة حجـّها الكبير وهي تجذب وراءها شعبًا يولد من جديد.
إنه الميلاد!


//