عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2020, 03:16 PM
المشاركة 1495
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ ....

و" أخرب من جوف حمار " قالوا : هو رجل
من عاد ، وجَوْفه : وادٍ كان يحله ، ذو ماء
وشجر ، فخرج بنوه يتصيدون ، فأصابتهم صاعقة
فأهلكتهم ، فكفر وقال : لا أعبد رباً فعل ذا
ببنيَّ ، ثم دعا قومَه إلى الكفر ، فمن عصاه قتله،
فأهلكه الله وأخرب واديه ، فضربت العرب به
المثل في الخراب والخلاء ، وقالوا " أَخْرَبُ من
جوف حمار " و " أخلى من جوف حمار "
وأكثرت الشعراء ذكره في أشعارهم ؛ فمن ذلك
قول بعضهم :

وَبِشُؤْمِ البَغْيِ وَالغَشْمِ قَدِيماً
ما خَلَا جَوْفٌ ولم يبق حِمَارُ


هذا قول هشام الكلبي .
وقال غيره : ليس حمار ههنا اسمَ رجل ، بل هو
الحمار بعينه ، واحتج بقول من يقول " أخلى من
جوف العَيْر " قال : ومعنى ذلك أن الحمار إذا صِيدَ
لم ينتفع بشيء مما في جوفه ، بل يرمى به ولا يؤكل،
واحتج أيضاً بقول من قال " شَرُّ المالِ ما لا يزكى
ولا يذكى " فقال : إنما عنى به الحمار ؛ لأنه لا تجب
فيه زكاة ، ولا يُذْبَح فيؤكل ، وقال أبو نصر في قول
امرئ القيس :

* وَوَادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ *


العير عند الأصمعي : الحمار يذهب إلى أنه ليس في
جوف الحمار إذا صيد شيء ينتفع به ؛ فجوف الحمار
عندهم بمنزلة الوادي القفر الذي لا منفعة للناس
والبهائم فيه .
وقال : قال الأصمعي : حدثني ابن الكلبي عن فروة
ابن سعيد عن عفيف الكندي أن هذا الذي ذكرته
العرب كان رجلاً من بقايا عاد يقال له "حمار بن
مُوَيْلِع " فَعَدَلت العرب عند تسميته عن ذكر الحمار
إلى ذكر العَيْرِ لأنه في الشعر أخفّ وأَسْهَلُ مخرجاً .