عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2011, 08:32 AM
المشاركة 949
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد الحبيب التنالتي
يتمه: مات ابوه وهو صغير.
مجاله: رجل دين صوفي- المغرب.

هذه شخصية مرموقة يمكن اعتبارها قمة القمم في الاستقامة والزهد والإقبال على اللهبصدق وإخلاص، وقد دعا له والده بأن يكون من علماء الآخرة واستجيب الدعاء، وتحققالرجاء، وكان آية في الإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة، وكان فريدا من نوعه فيالتواضع وحب الخمول، والفرار من الظهور، وهو القائل متحدثا عن نفسه بضمير الغائب،بأنه أدبر عن الدنيا وأهلها إدبارا كليا .. مع توجهه التام إلى الآخرة، بخدمة العلموكثرة الأوراد، قصد التزود للسفر إلى دار المعاد آناء الليل وأطراف النهار، والرغبةعن تزكية النفس، بالرغبة في الخمول والاستتار والكمون، فإن الظهور – كما قيل- يقصمالظهور.


1- اسمه ونسبه: ...
اسمه الكامل هو الحاج محمد الحبيب بن الحاجإبراهيم بن الحاج عبد الله بن الحاج مَحمد بن أحمد البوشواري الميلكي، وينتهي نسبهإلى محمد بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن بيطالب كرم الله وجهه، وينتمي إلى آل تاغربوت من الأسرة البوشوارية الوزانيةالأصل.

مولده ونشأته:
ولد بدوار أيت الطالب إبراهيم بقبيلة أيت ميلكالهشتوكية نحو 1285ﻫ ووالده إبراهيم هو الذي انتقل إلى هذه القرية، بعد أن انتقلجده عبد الله من قرية تاغرابوت بقبيلة أيت فلاس الودريمية إلى مدشر قرب بيوگرةبهشتوكة. وقد تركه والده صغيرا، فنشأ يتيما في كفالة والدته، وذاق مرارة اليتم وشدة الفقر، وضنك العيش، ما يذوقه عادة أمثاله من الأيتام، ولكن الله تعالى كلأه بعينه التي لا تنام وكنفه في كنفه الذي لا يضام، فنشأ نشأة طيبة، وتربى تربية حسنة، وخرج من تلك المرحلة الحرجة سالما غانما.


3- دراسته:
سلكت به والدته مسلك أسرتهالبوشوارية العالمة الفاضلة، فوجهته إلى الدراسة، ليرث نصيبه من مجد هذه الأسرةالعلمي والديني، وساعدته في ذلك بكل ما يستطيع، فحقق الله رجاءها فيه، وأصبح منألمع شخصيات هذه الأسرة، وأكثرها إشراقا وإشعاع، وتحتضن مرحلة دراسته مرحلة حفظالقرآن، ومرحلة تلقي العلوم اللغوية والشرعية والصوفية.

الـــــــــــــوفـــــــــــــــاة
انتقل المترجم – بعد عمر مديد حافلبجلائل الأعمال – إلى جوار ربه راضيا مرضيا، يوم الإثنين26 محرم الحرام 1397ﻫ (1977م)ودفن بجوار مدرسة تنالت.وكانت وفاته صدمة كبيرة لطلبته وأحبائه وعارفيه،وفجّر هذا الرزء الجلل مشاعر الأسى في نفوس المتأدبين منهم فرثوه بقصائد عديدة،أوردها تلميذه الحاج عبد الله الفارسي في الرتائم الجميلة، واتخذ تلاميذه وأحباؤهيوم وفاته موسما سنويا يجتمعون فيه بتنالت لزيارة ضريحه ومدرسته والترحم عليه،والعمل من أجل استمرار رسالته التعليمية والتربوية.
ذلكم هو العلامة الجليل،والصوفي النبيل، سيدي الحاج محمد الحبيب البوشواري الميلكي التنالتي الذي نذر حياتهلبث العلم، ونشر الفضيلة، فكان غرة في جبين عصره، وآية من آيات الله في الاستقامةوالصدق والإخلاص، ومهما حاولنا أن نتعرف عليه أو نعرف به، فلن نوفيه حقه، لأنه بحرمن الفضائل لا ساحل له، فلنودع روض سيرته الأريض، ونحن ممتلئون شوقا إلى تسريحأبصارنا وبصائرنا في مروجه الخضراء العطرة، ولنختم حديثنا المتواضع عنه بكلمةمركزة، وصف فيها العلامة المختار السوسي، أخلاقه وصفا دقيقا، فقال: « شيبة نور،ووقار العالم، وتؤدة العاقل، وتثبت اللبيب، واستحضار العالم، وألمعية الذكي، وتواضعالصوفي، وقلة الكلام، إلا فيما لابد.