عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
4683
 
مهتدي مصطفى غالب
من آل منابر ثقافية

مهتدي مصطفى غالب is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7831
08-21-2010, 02:10 PM
المشاركة 1
08-21-2010, 02:10 PM
المشاركة 1
افتراضي (الغابة ) نصٌّ قصصي للشاعر : مهتدي مصطفى غالب
القتل بطريقة أكثر حداثة
أو
الغابة
أو
قتلت حبيبتي
نصٌّ قصصي للشاعر: مهتدي مصطفى غالب
قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسها و حولي كالكرة الأرضية ، يغفو على قمتها خيالٌ يشير إليَّ بإصبع الاتهام
-أنت قاتل –
تتحول جدران الغرفة لحيتان جائعة تفتح جوفها ... تبتلعني ... أُبعثُ طفلاً يلعب في أرجاء غابة واسعة ، أراك وحيدة كالبحر ، كقائد مهزوم ، أدنو منك .. تلتصق أناملنا ببعضها بعنف ، نتدفق معاً في أزقة مدينتنا كبردى في حذر و فرح ...
-البحر أجمل من القمر
-لماذا ؟!
-لأنه واسع ، و سيأتي يومٌ يبتلع فيه الكرة الأرضية ، و لا يبقى سوانا ، أنا و أنتِ نعيش في مملكتنا الخاصة ...
-لوحدنا ..!!
-لوحدنا ...
أضع يدي بين أناملك الغضة ثانية ، ترتجفين كعصفور ينفض عن جناحيه قطرات المطر ، أحدق في عينيك ...
-أتعرفين .. ما أرى في حواكير عينيك ؟؟
-ترى بحراً ... شمساً ... حبّاً ...
-لا ... لا .. أرى قصراً جميلاً أجمل من ( تاج محل)
-من بناه ؟!
-أنا ... لي ... و لك ... هلمي لندخل إليه
فتحت الباب بالمفتاح الذهبي ،ركع البستاني بثيابه الرثة ، التصقت عيناها به ، لم تزحهما عنه...
-حبيبي ... لماذا هو هكذا .. لماذا لا تزيل هذه التجاعيد من كفّيه ؟؟!!
-فعلاً .. لفت نظري إلى ناحية مهمة .. إنه مقرف كالجيفة .. أيُّها الحرس ... ارموه خارج القصر ... و ائتوني ببستاني أنيق ..
-و لكن ...
أدخلتها من بوابة كبيرة لأعماق القصر ، التصق عيناها بالأرض منزلقة إلى الغابة ، بينما كنت أغلق البوابة ...
-أريد العودة إلى الغابة ..
-حبيبتي .. هنا جنتي .. خير ... رفاه ... كلُّ شيء بين يديك !!
-الغابة ..
أوصلتها إلى الغرفة المخصصة لها ، حاولتْ العودة ، لكزتها قليلاً .. سقطت على المقعد الحريري ... أغلقتُ الباب ورائي خارجاً لأمارس عمليةً أكثر ربحاً .
عدتُ بعد زمن .. لحاجتي الشاذة لإشباع رغبتي ، وجدتها ذليلة ...
-ماذا أصابك ؟؟!!
-الغابة ..
-ألا تحبينني ؟؟
-الغابة ..
حاولت الخروج ، لكني منعتها بقوة و شراسة
-أيُّها الحرس .. اجلدوا هذه المرأة حتى تُمحى الغابة من مخيلتها ..
و تساقطت النيازك على وجهها الهادئ تلونه كقوس القزح ، أبعدت الحرس عنها لأغرس أنيابي في لحمها الطري .. شعرتُ بالنشوة ..
-ها قد انتصرت ... أيها الحرس .. تابعوا عملي حتى تنجزوه ..
نظرت في وجهي بهدوء ، ثم بصقت فيه دماً أحمر ...
أقفلت الباب خارجاً لأمسح البصقة عن وجهي ، ..
و حين حاصرتني شرنقة العفونة ... أحسست بحاجتي ليدٍ تمسح عني تلك الأقنعة ، ذهبت إليها .. كانت منغمسة في موتها ...
بينما قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسها و حولي كالكرة الأرضية ، ينتصب فوقها خيالٌ يشيرً إليَّ بإصبع الاتهام :
-أنت قاتل –