عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
2528
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
11-27-2019, 11:08 PM
المشاركة 1
11-27-2019, 11:08 PM
المشاركة 1
افتراضي شظايا من الماضي
لا أعرف من أين ابدأ ؟ أو ماذا أقول؟
في حقيقة الأمر الموضوع محرج جدا فهنالك أمور غريبة تحدث معي احياناً أصرخ في الحمام او أصدر أصوات غريبه والأسوأ من ذلك، انه في بعض الأحيان أتمايل في المسجد او اهز راسي و أُخرج لساني !
في بداية الامر حاولت تجاهل ما يحصل معي ولكن مع مرور الوقت اكتشفت أن هذا البلاء لا يمكن لعاقل السكوت عليه ،خاصة بعدما تأكد لي صعوبة التحكم فيه او حتى التعايش معه
لذا زاد قلقي وشعرت بالخوف فبادرت سريعا بدراسة حالتي بعمق فأخذت اسأل نفسي وأجيب
لماذا غزاني الماضي الان بعد أن تعرفت على الدنيا وزرت أركانها ؟!
هل استيقظ بداخلي ذلك الأحمق والذي يدعي الحكمة ليوبخني ام انها بداية ...
نعم لا أنكر أنني حينما كنت صغيرا صدرت مني بجهل بعض الحماقات ولكن بعض أقراني قاموا بما هو أعظم من ذلك وكما يخيل لي أنهم يعيشون حياة طبيعية
فهل سبب علتي أنني مرهف الإحساس ، ومن اجل هذا تجرأ علي الماضي و تقاطرت علي صوره
توقفت عندما إكتشفت انني ادور في حلقة مفرغه ،عندها فكرت في أن اخبر احد أصدقائي المقربين بعلتي ،لكنني شعرت بعدم الارتياح لهذه الفكرة ،ففيها مجازفة فقد أخسر صديقي
فانا متأكد انه لو سمع قصتي ستقوم حواسة بدون إذن منه بتحقق سيختلس النظر إلي سيراقب كل حركاتي وسكناتي عندها ستتبعثر كلماتي وتكثر ردات فعلي وأنا أحاول جاهدا تبديد ظنونه
لمعت في ذهني فكرة الذهاب لطبيب نفسي ولكنها أيضا لم تعجبني ،فكيف أتكلم مع غريب عن حالتي فقد يتندر بها أمام صحبه وقد يصل ما كان مخفيا إلى أحد معارفي ويجن جنوني
انني معذور ، ان الشك والريبة تملآن قلبي فهؤلاء الاطباء بشر مهنتهم الإستماع لمرضى يعرفون أسمائهم ومن غير المستبعد أن يذكرون شيء مما سمعوا من مرضاهم لأصدقائهم من باب التندر والسخرية
مرت أيام وأنا أفكر ،وأفكر باحثا عن حل بديل ، وعندما شعرت بالعجز اقتنعت أنه ليس بمقدوري مواجهة هذه المشكلة بمفردي إنني في حاجة لمتخصص بإستطاعته الغوص في أعماق النفس البشرية للوصول للمشكلة وإجتثاث جذورها
فقرّرت اخيرا وعلى مضض الذهاب إلى طبيب نفسي وأخذت موعدا في أحد العيادات المتخصصة وفي اليوم الموعود دخلت على الطبيب، وجلست على الكرسي أمامه واخذت اشرح له عن حالتي بتركيز كنت أختار الجمل التي تصف حالتي بدقة عله يجد بين سطورها الخيط الذي يقوده لإيجاد حل لهذه المعضلة
وأنا مشغول بسرد قصصي لا حظت انني في وادٍ والطبيب في وادٍ اخر كان سارح بفكره عني ،لقد طارت نظراته بعيدا واختالت على شفتيه إبتسامه وأخذ يقلب كفيه ....
لم احتاج لوقت طويل كي أقرر ما أفعل ، قفزت من المقعد وخرجت مسرعا من العيادة وركبت سيارتي وانطلقت وانا اشعر بالإحباط
وانا في طريقي إلى المجهول توقفت عند إشارة مرور ،التفت بدون شعور الى يميني فرأيت شابا بدون مقدمات يشير بيده الى الفراغ ويخبط بيده الاخرى المقود يصرخ ثم يخرج لسانه
فجأة ،التفت فرآني أحدق فيه فمد يده سريعا للمنديل وأخذ ينظر لوجهه في المرآة متفحصا مدعيا أن كل شيء على ما يرام ،عندها تهلل وجهي ،شعرت بالفرح وأخذ ذلك الخوف والتوتر بتلاشي !