الموضوع: صباحي لعينيها
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4026
 
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي


أحمد صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,046

+التقييم
0.15

تاريخ التسجيل
Mar 2005

الاقامة
تحت سماء مصر

رقم العضوية
216
11-13-2013, 11:41 PM
المشاركة 1
11-13-2013, 11:41 PM
المشاركة 1
افتراضي صباحي لعينيها
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




جالسه هي دوما ترمق الأفق و تنتشي حين تلقى الغائب يعود لأحضانها

هي أم الجميع لا تزيد في العمر عن شابة في ريعان المشمش المقطوف من الأشجار

شعرها ليلٌ و ريقها الجدول الرقراق

بيضاء الوجه تكسوة حمرة الخجل دوما

تشع شمسها ضحكا و صهيلها تسمعه كل الجنبات

سحابها عطاء المطر يهفو بنسيم من كل اتجاه

مكتوم بالكلمات التي حملها لها كل عاشق في كافة الأرجاء

يهطل فإذا هي تهتز شبقا و تكسوها ارتعاشة هوجاء

حينها

تجد الأخضر هو رداء جسدها

الزهر بألوانه بريق يخطف الأبصار

إذا غضبت تهتز ثورة

فتدمى براكين و تتراقص جبال

لكنها حين تهدأ

يموج البحر فيقبل قدميها

و يهديها جزءا جديدا يعيد ترتيب رونقها الفتان

الأشجار لا تهجرها أبدا

بل تجدها تعشقها أكثر من عشقي لها

فتنغرس فيها أكثر و أكثر

حتى يصير خصامها شيء محال

حكاياها سنوات فيض و جنون و ارتحال

رسمت في وجهها

تجاعيدًا مترامية

دموعا تسع العالم أجمع

و عيونا لا مثل أدمعها

عذبة تروي الظامئ و العطشان

تلك أرضي التي أعشق

منها نباتي و فيها مسكني و أصلي

و إلى دفئ أحضانها دوما أهفو ليوم حقيقة

عشقي لها دائم

حتى نهاية الزمان

تلك حكاية عشقي لأرضي

و أرضي هي أنثى لا شبيه مهما رسمت حروفي مثلها

فلن أقول إلا أنها

أجمل كون حباه الله بروعة لن تراها في أي أرض

لأن عينيك ستدرك معنى كلمة

وطن يعيش فينا لا وطن نعيش فيه .


ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب