عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2014, 09:55 AM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لا شك انه يمكن استنباط عدد من الدلالات والاستنتاجات من واقع الانتخابات المزلزلة في تركيا ومن هذه الدلالات:


من المبكر نعي حركات الإسلام السياسي


ربما أن الاستنتاج الأول الذي يمكن الإشارة إليه من واقع ما حصل في تركيا أن إعلان موت حركات الإسلام السياسي ما يزال مبكرا.

صحيح أن الانقلاب الذي حصل في مصر مستهدفا حكومة الإسلام السياسي وجه ضربة قاصمة لقلب ومركز حركة الاسلام السياسي المتمثلة في تنظيم الإخوان المسلمين في مصر بشكل خاص وعلى المستوى الدولي، وقد تولد انطباع قوي لدى المراقب بأن حركة الإسلام السياسي بدأت تحتضر وأنها حتما إلى تراجع وزوال.

وقد تكرس هذا الشعور بعد ضبط وسجن قيادات التنظيم العليا هناك وظهور عجز التنظيم في مواجهة خطط الاجتثاث التي نفذها العسكر ضدهم ، وقد بدا أن تمسك التنظيم في تبني إستراتيجية " سلميتنا أقوى من الرصاص" هي اقرب إلى حالة عجز منها خطة إستراتيجية فعلية، يمكن ان تنجح في فكفة الانقلاب واستعادت الشرعية

واعتقد الجميع بأن ما حصل في مصر وما رافق ذلك من حملة إعلامية عالمية شرسة هدفت إلى شيطنة الأخوان والتعامل معهم على أساس أنهم تنظيم إرهابي لتبرير اجتثاثهم والترويع بهم اعتقد الجميع بأن ذلك سوف ينعكس بالضرورة على حركات الإسلام السياسي ككل ويفقدها شعبيتها وبالتالي سيؤدي إلى تقليل فرص أي حركة لها انتماء ديني من الوصول إلى السلطة ، فما بالك بأن تنجح حكومة تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي على الرغم مما تعرضت له من حملة شرسة أخرى في عقر دارها حاولت الاستفادة مما حصل في مصر ، ولكنها برزت في نهاية المطاف وقد حققت تقدما ملحوظا حتى على أدائها السابق.

كل ذلك يعني شئنا أم أبينا أن نعي حركة الإسلام السياسي امر مبكر، بل صار هناك مؤشر واضح بأن عمليات الشيطنة المذكورة أمدت هذا التيار بقوة مهولة كانت غائبة عنه وسوف ينعكس نجاح حكومة اردوغان المزلزل بالإيجاب لصالح تيارات الإسلام السياسي في كل مكان على وجه هذه الأرض، وهناك مؤشرات مبكرة تدلل على صحة هذا الاستنتاج حيث أظهرت نتائج الانتخابات الأولية في اندونيسيا والتي ظهرت بالأمس فقط أن الأحزاب الإسلامية الخمسة هناك حققت فوزا ونسب نجاح غير مسبوقة.

وعليه يمكن الادعاء بأن زلزال اردوغان أكد بأن نعي حركات الإسلام السياسي ما يزال مبكرا.