الموضوع: إزعاج
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2010, 09:41 PM
المشاركة 5
جيداء عبد الرحمن
رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح الجنة
  • غير موجود
افتراضي
لست من أزعج سبات قلبك سيدتي..
فقط ! وقفت بعيدا أرقب تلك الأنفاس تخرج من قلبك لتعطر قلبي وتطهر تعفنه من جريمة القتل في ليلة الجريمة، ومغادرة القاتل من نافذة الزفير المكسورة من أثر الزحف على الركبتين المغمضتين، حتى وهي تتسلق الجدار في رحلة قصيرة إلى الورد من خلالها..أتحدث معها عن اعتلال النفس، واعتلال القلب، ومرض الضمير المرهق منه هو، ومن نافذته، وجداره، وبعض هوائه وعوائه وهدوئه..
لست من أيقظ الدلافين في حديقة الطيور، ولا الطيور رفرفت على جناح النسر ذي الجلد المسلوخ فوق تمساح ميت، ولكنه محتفظ بهيبته، وعظمته، وكبرياء تعلمه من النوارس الغبية، وبعض البجع المتاكسل !!
حفظت كل تلك المشاهد في ذاكرتي المتملقة للحفظ، والمسح، وبعض الفَهم المتغابي لصحيفة الحياة المتهالكة، التي ما لبثت أن أهدرت دمي بين سطورها، وسطرت من حمرته خبر وفاة التمساح، وجناح النسر، والنوارس الغبية، ونصف بجعة كانت قد تركته على حفاف النهر..هربتُ إلى داخلي، واختبأتْ روحي خلف أضلعي الصلبة، وقد أعدّتْ لي متكأ بجوار نبض القلب الضعيف، الذي لم يكن يملك حق الشجب والاستنكار، ولا صوت النهر والسب والشتائم؛ لأنه الضعيف، ولأنه القويّ أيضا !!..نمت ساندا ظهري إليه، وهو اللين الصلب، الضعيف القوي، المالك المستأجر، وصحوت على أصوات الدلافين والطيور..صحوت أبحث عن "أنا" و"هي" و"هو"، والقلب والسكين..صحوت أبحث عن الجدار والنافذة والمجرم..
لقد قبضوا على آثاره، ولم يقبضوا عليه !!
ظل حرا طليقا مع النسر الجريح الذي شاخ فوق التمساح الميت أصلا من تأثير رائحة الدم النازف من جناحه العظيم، الذي انسدل على وجه عظيم أيضا، وبجوارهما بائس !!
لم أكن حينها أعرف شيئا عن شيء، ولا أجيد الغرق في النهر، أو حتى السباحة مع النصف الحيّ الآخر من البجعة..قررت العودة إلى أنفاسها كي أعتذر عن الإزعاج، والجلوس على ركبتيّ كي أطببهما علّهما تستطيعان الحبو مجددا على ضفاف النهر!!
تقديري.
أبو أسامة


استاذي الفاضل

إن كان ازعاجك بهذا الابداع وتلك الوداعة والرقي

فلتعلم أننا نترقبه يوما فيوما

لك كل التقدير لحرفك الراقي