عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2014, 01:18 PM
المشاركة 51
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في معرض اسدلالك أن الدين هو الأخلاق كله
جئت بقول الله عز وجل في ثنائه على على خلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى : " وإنك لعلى خلق عظيم " و أيضا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
و سياق الآية هو الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم و سياق الحديث هو مهمة الرسول صلى الله عليه و سلم .
فلو جئنا بالآيات التي فيه ثناء على النبي صلى الله عليه وسلم وجدناها مختلفة و متكاملة وتشمل الدين كله و لا تشمل جانبا واحدا . ومن بينها :
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا الفتح (29)

مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا الأحزاب (40)

(وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) محمد (2)

إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا الفتح 10

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الأحزاب (21


وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا النساء (64)


من خلال ثناء الله على نبيه يمكن الاستخلاص أنه اعتبره أولا عبدا له ، ثم رسولا ثم خاتم الرسل و الأنبياء ، ثم عصمه من الذنوب بالمغفرة ، ثم جعل طاعته في طاعته ثم اسوة حسنة و ذو خلق عظيم .

فلا يمكن أن نقبل باجتزاء الدين وأخذ بعضه من بعضه و اقتلاع الآيات من سياقها .

أما الحديث الذي جاء في سياق مهمة النبي صلى عليه و سلم فهي أيضا واضحة و ضوح الشمس و نأخذ منها :

(يا أيها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ﴾
( سورة المائدة الآية: 67)

﴿مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ﴾
( سورة الأحزاب الآية: 38- 39)


فإذا كان التبليغ هو مهمة النبي صلى الله عليه وسلم فمن الواضح أن الأخلاق جزء من الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغ مكارمها . و إلا لكانت الآيات وضحت أن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هي الأخلاق وحدها .

فبارك الله فيك لا تجحد في الدين فديننا و لله الحمد يستوعب العقيدة و العبادة والأخلاق و كل حياة الدنيا والآخرة .