عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2013, 08:22 PM
المشاركة 19
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استاذة حوراء احمد
وتقولين " وإجابه على سؤالك أستاذي الكريم أحب أن أجيب أن العقل لا شك له مكانته في التميز ولكن وحده للإيمان لا يكفي بدون مشتقاته فقد يكون لهم عقول لكن أول الأيمان تصديق بالقلب ، فقلوبهم غلفت بالعاطفة المستمدة من أساطيرهم ، ومن ما تربوا عليه ، فقد ندرك أن هذا الفعل غير صواب لكن تأخذنا العزة بالإثم أحياناً وتطولنا يد الكبر عن تركة كما حدث مع إبليس ، خرج من الجنة وقد شاهد نعيمها و أختار النار وقد وعى جحيمها فأغلب الظن أنهم مدركون بعقولهم لكن قلوبهم اختارت أن تعمى ".
قال تعالى ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ ..

- بهذا الكلام انت تقولين انهم ( عبدة الفئران ) مدركون بعقولهم انهم على باطل لكنهم مستمرون في غيهم لان قلوبهم تعمى عن الحق؟ لكن هل لنا ان نسأل كيف يعمل القلب في هذه الحالة؟ اهو يعمل بنفس مبدأ عمل العقل؟ يعني يكون الاحساس من واقع ما تراكم من معلومات؟ اي من البرامج القلبية؟ وهل يوثر الموروث من الاباء والاجداد على قرار القلب في الاختيار؟

- وبموجب الاية هنا لا بد انهم طائفة لهم قلوب معطلة ( لا يفقهون بها ) وعيونهم معطلة ( ولهم اعين لا يبصرون بها ) وآذانهم معطلة ( لهم آذان لا يسمعون بها ) وعقولهم ايضا معطلة لانهم اشبه بالانعام ( اؤلئك كالانعام بل هم اضل ) ولذلك هم في غفلة من امرهم؟

[right]- السؤال هل يدركون انهم في غفلة؟ ام انهم يرون الاخرين في غفلة؟
- وهل يستميت الانسان في الدفاع عن منظومته الفكرية وهو يعتقد انه في غفلة؟
- هل يقدم الانسان على مشاركة الفئران في الطعام والشراب لولا انه على قناعة تامة انه على الحق وانه مطمئن قلبيا وعقليا لصحة ما آمن به؟
- هل يمكن للقلب ان يخدع بنفس الدرجة التي يخدع فيها العقل من واقع الموروث؟
- والسؤال الاهم : كيف يعرف الانسان انه على حق؟ الا ترين ان هذه معضلة تجعل كل صاحب منظومة فكرية يتمسك بمنظومته الفكرية على اساس انها الحق والصواب؟ فلو ظن البوذي والكنفوشي والشنتاوي والمجوسي وغيرهم الكثير انهم على باطل فهل ترينهم يتمسكون به؟
- اذا هل نستطيع ان نثق بقلوبنا؟ الا يجوز ان القلوب يمكن ان تعطي الرسالة الخطأ ايضا؟
- ثم الا ترين بان الايمان يأتي من العقل اما القلب فهو طريق الاطمئنان بالإيمان وذلك من واقع قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام واداته الرؤيا:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ; (آية 260).

- وكذلك من قصة سيدنا موسى عليه السلام " وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ. الأعراف ١٤٣
- ويتأكد دور الرؤيا في الوصول الى الايمان في قصة سيدنا محمد صلى الله عله وسلم مع الإسراء والمعراج لقوله تعالى :
" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1).
- وكل ذلك مؤشر على اهمية رؤية الآيات الإعجازية البسيطة ( الصغرى ) حتى يتبين الانسان ان الله سبحانه وتعالى هو الحق كما ورد في الاية الكريمة " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. فصلت الآية ٥٣.
- اما الآيات الكبرى فقد خص الله سبحانه وتعالى بها الانبياء الرسل حملة الأمانة حتى يتحقق لهم الايمان المطلق وتطمئن قلوبهم به ومن هنا جاءت الآية " ( لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى }طه23

- ومن كل ما سبق اتصور ان جهاز الرؤيا لوحده قادر على إيصال الانسان الى الايمان فمن خلاله يستطيع عقل الانسان التمييز بين ما هو حق وما هو باطل . وحيث ان عبدة الفئران لم تسعفهم اجهزة الرؤيا لديهم ولم يتمكنوا من التمييز بين الحق والباطل فان ذلك مؤشر الى ان عقولهم معطلة من واقع البرمجة الذهنية والموروث الديني.
ولذلك وجب على الانسان ان لا يركن لما هو عليه من منظومة فكرية ورثها عن الآباء ولا بد ان ينظر حوله ويفكر ويعمل التفكير وينظر الى عظمة الله في آياته حتى يتاكد انه على صواب وانه على حق ومن ثم يطمن قلبه بالإيمان .

وخلاصة القول ومن كل ما سبق يتضح خطورة دور الموروث في برمجة الدماغ وجعل الانسان يظن انه على الحق من واقع هذه البرمجة وهو ابعد شئ عن الحق .

ولكن علينا ان نفطن أيضاً الى ان بعض الاشخاص يكون لهم تأثير سحري على عقول الناس بفعل قدراتهم الكرزمية وتكون لديهم قدرة هائلة على التأثير من خلال الخطابة او من خلال منظومة الأفكار التي قد يتمكنون من الإتيان بها فيصبح لهم اتباع رغم ان افكارهم السحرية هذه بعيدة عن الحق .

والتاريخ ملئ بأمثال هؤلاء الرجال الذين وضعوا لأنفسهم منظومات فكرية ومناهج وطرق ومنهم في الهند اتباع محمد اكبر واتباع الديانة السيخية وكذلك اتباع سليمان الصفوي واتباع بهاء الدين واضع دين البهائية وحتى واضع منظومة الأفكار التي تسمى دين المورمونز في امريكا وكذلك اتباع الكوري موون وهم يعدون بالملايين في امريكا لوحدها والكثير الكثير من الطرق والمناهج والنظم الفكرية الوضعية .
[/right
]