عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2013, 04:37 PM
المشاركة 3
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
استاذ احمد
مرحبا بعودتك ...وضاح انه طرأ تحول وتطور على طرحك السابق

تقول هنا : "بينما إذا التفتنا إلى الإنسان نجد الأقوى يسحق الأضعف في كل مجال، بدءً من الألعاب والرياضة إلى التجارة والسياسة والاستراتيجيات العسكرية ، فأين شريعة الغاب؟ هل هي في الغابة أم في المدينة؟؟! هل هي في غابة الصنوبر أم في غابة الإسمنت المسلح؟! .. فما أعظم الإنسان!"
وتقول " لا نجد في القرآن أي مدح يرافق كلمة الإنسان :{وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } ...الخ

وتقول "الأبرز مع كلمة "إنسان" هو الشر -مع الأسف- أما الخير فهو الأقل والأكثر خجلاً وانطواءً".

وربما انك توافق معي الان ان الاصل هو الشر اذا.

رابط الموضوع السابق : ايهما الاصل الخير او الشر:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8950


الأصل هو الخير في الإنسان الفطري ، لكن المصالح وما تتطلبه غلبت على الإنسان وجعلته يرى الشر خيراً إلا من استجاب لهدي الله ، ولو كان الأصل هو الشر لفنيت البشرية من قرون طويلة، ولما كان هناك معروفاً وبالتالي لا قانون ولا شرائع؛ لأنها تستند على الأصل الخيّر للإنسان ويقر بها الجميع ، لو كان الأصل الشر لما وجد تفاهم أصلاً ولما وجدت أخلاق أصلاً، فما الداعي لها إذا كان الأصل هو الشر؟؟

يقول أهل النار {إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا...} ولم يقولوا أطعنا طبيعتنا الشريرة، ويقول الشيطان {دعوتكم فاستجبتم لي} فهاهو الشيطان يزين الشر ، ولو كان الأصل هو الشر لما احتجنا لمثل هذا التزيين ، وما تزيين الشر إلا بواجهات من الخير!! مما يعني أن الخير هو الفطرة ..

ولو كانت فطرة الإنسان على الشر فكيف يحاسبه ربه ويعذبه وهو الذي فطره على الشر؟ فهو يحاسبه لأنه غيّر فطرته، ولهذا سمى القرآن ذكراً أي تذكير بما يعرفون بالفطرة ، ولا يوجد أي تناقض بين الطرحين ..
أكثر الناس يستجيبون للسائد والمسيطر وقلة من يستجيبون لفطرتهم ، لهذا صار العالم يحكمه الشر ، وأكثر السلام الموجود ليس لحب الخير بل لسبب الخوف من ردة فعل الآخر .

إذا الشيء ساد فلا يعني أنه هو الأصل! .. فنحن لا نفهم الإنسان من الواقع -كما تفعل- فنحن نفهم الإنسان من الإنسان، فالواقع على أكثر الناس ليس من صنعهم ، والمجتمع بحد ذاته ليس فاعلاً بل مفعول به من قبل مراكز القوة والتأثير والسادات والكبراء في ذلك المجتمع أو من خارجه ..

وشكراً على المداخلة ..