عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
1387
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.45

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
09-12-2021, 11:41 AM
المشاركة 1
09-12-2021, 11:41 AM
المشاركة 1
افتراضي التداوي بالطاوية
يروي الفيلسوف الصيني" لين يوتانغ" في كتابه ( كيف يحيا الإنسان)
المثل الرمزي التالي:
كان هناك شيخ يعيش مع ولده في قلعة مهجورة، تقع على قمة جبل
وذات يوم فقد الشيخ جوادًا له، فجاء الجيران يعزونه على مصيبته،
فراح الشيخ يسألهم :
- ولكن كيف عرفتم أنها مصيبة؟
ولم تمض أيام حتى عاد الحصان إلى صاحبه
وقد اصطحب معه عددًا من الجياد البرية
فجاء الجيران يهنئوه من جديد على هذا الطالع الحسن
وسألهم الشيخ :
- وكيف عرفتم أنه طالح حسن؟
وعندما رأى ولده هذا العدد الكبير من الجياد
شرع في امتطائها، فكسرت ساقه،
وعاد الجيران يواسونه على مصيبة فقال:
- وكيف تعرفون أنها مصيبة؟
ووقعت الحرب في العام التالي،
وأعفى ولده من الجندية لأن ساقه كانت مكسورة…
هذه الحكاية تُجسد الفلسفة" الطاوية" في نظري
والتي تتركز تعاليمها بالتأكيد على الوجود، لا على العمل
وعلى الطبيعة لا على الإنجاز، وعلى الهدوء لا على الحركة…
ومما لا شك فيه مثل هذه الفلسفة، بالرغم من سلبيتها
إلا أنها من زاوية ضيقة تمكّن الإنسان
من أن يتحمل عدة ضربات قاسية في حياته،
إيمانًا منه بأن مثل هذه الضربات قد تكون نافعة
كما وتمكنه من أن يحتفظ بتوازنه عندما يصيب نجاحًا ما
فلا يغدى كطاووس أجرب رؤيته لا تسر عينًا وصوته لا تألفه أُذن
يتصور أنه قد وصل إلى الكمال فتطول وقفته أمام المرآة
ولا يعود يرى سوى نفسه.
إن جلست إليه مصادفة لا يصغي إلى حديث
إلا إذا كان نجاحه الوهمي محورًا له…
وإن حادثك فحديثه لا يبرح تلك المعجزة التي حققها
ينظر إلى الناس شزرًا وهو في باب النواقص أول الوافدين
لذلك تراني أحادث نفسي في أن أعلن ولائي للطاوية والطاويين
نكاية بمثل أولئك الواهمين الضالين…
فهل أنتم معي أم عندكم فلسفة أنجع؟!