الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2020, 03:54 AM
المشاركة 522
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
وفاء عطر ...
بقلم : زياد عموري


ما عاد يعنيني انتظارك ...
ولا تعنيني همسة حنينك ...
كل ما يعنيني الآن هو أن تكون سعيداً باختيارك ...
وأن تنام مرتاحاً ملء جفونك ...
فأنت لم تقترف ذنباً بعد ...
كل جرمك أني أحببتك رغماً عني ...
وأنت لا طاقة لك على رفضي ...
حياؤك منعك أكثر من مرة ...
ولم تشأ يوماً أن تخيب مشاعري ...
كرمك الفائض هذا أربكني أكثر من مرة ...
وجمع من أشلائي الكثير ...
اليوم أعلنت استقلالك عني ...
ورفعت رايات النصر كلها ...
لأنك اعترفت أخيراً بأني كأختك ...
وأنك ستتزوج الشهر القادم من فتاةٍ بالغت في وصفها لي ...
مبروك ...
قلتها بلا معنى لرجلٍ لم يحبني يوماً إلا كأخته ...
تركتك ومشيت حائرة ...
أكان ذنبي أن أحبك بلا ثمن ...؟
أم أنك ظننت أني لا أقصد من كلامي شيئاً ...؟
كثيراً ما راودتني حينها فكرة لقياك الأول ...
حين قَدِمتَ علينا زميلاً جديداً ...
اعتدنا على الترحيب بالزملاء الجدد ...
لكنك كنت مميزاً لحد أثار فضول الأخريات حولك ...
شهران أوّلان مرّا بهدوءٍ وبطء ...
ثم ...
أهديتني وردة ...
قلت أنك لم تجد من يستحقها غيري ...
ومن بعدها ...
أهديتني عطراً لن أنساه ...
قلت لي حينها ...
إن العطر هو الشيء الأكثر وفاءً على وجه الأرض ...
سنة أولى مرّت ...
حافلةً بهداياك المميزة ...
ولفتاتك الكريمة الطيبة ...
لم أقدر أن أتجنبك أكثر من ذلك ...
حاولت أن أعاملك بالمثل ...
بهدوئك وأناقتك ...
ولم أقدر ...
أحببتك رغماً عني ...
أحببتك يوم وقفتَ أمامي متأملاً ...
حين قلت أن عيوني أجمل الخلق ...
يومها لم أنم ...
وأنا أنتظر أن يرن هاتفي ...
وتخبرني أنك تحبني ...
وتعشقني مذ رأيتني ...
لكن هاتفي يومها أصيب بالخَرَس ...
لم تتصل ...
ولم تعترف ...
ومرت الأيام ...
وأنا أدمن عطرك أكثر ...
وأرجو من السماء التفاتتك المنتظرة ...
كنت أتأنق كل يوم ...
متأملةً أن يكون يومي الموعود ...
خمس سنوات ...
ونحن في غرفةٍ واحدة ...
ليس بيننا إلا الصمت ...
وضحكتك الهادئة ...
تمر ساعاتنا باكية ...
مع أن ضحكاتنا تخترق الأفق ...
كم حاولت أن اعترف لك ...
لكن حيائي كأنثى منعني أكثر من مرة ...
وأنت بنفس الرقة والطيب ...
تهمسني بين الفينة والأخرى ...
كلاماً لن يزول من مسمعي أبداً ...
اليوم اعترفت ...
وأخبرتني سرّك الكبير ...
لم أجرؤ على التصديق ...
بأن رجلاً مثلك سيكون لغيري ...
لكنك رفعتني درجة كبرياء ...
بأن أكون كأختك ...
ما أكثر أخواتك سيدي ...
وما أتعسهن ...
حين تهبهن كل هذا العطر ...

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7763

وحيدة كالقمر