عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2013, 10:41 AM
المشاركة 990
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية : 26- الخبز الحافي محمد شكري المغرب

- ظروف الرواية الغريبة التي اعطتها الكثير من التميز والكثير من الإعجاب ليس لروعة الجمل او جزالة الأسلوب أو رقة التعبير بل على العكس انها ما يمكن ان نطلق عليه رواية للشارع و من الشارع بكل الألفاظ اليومية التي قد لا تمر علينا نحن و لكنها الألفاظ الفعلية التي عاشها الكاتب.
- الرواية عبارة عن سيرة ذاتية واضحة و صريحة وقوية في تصوير مجتمع بالكامل و ليس حقبة حياتيه عاشها فرد واحد.
- ليس من السهل ان يتكلم الانسان حيث يوضع في موضع الخطأ و حيث يمكن ان يحاكم، ولكن ان يقف كاتب ليقول بانني فعلت كذا .. و كذا ..بالرغم من الاحكام التي من الممكن ان تطلق عليه و التي من الممكن ان تنصفه او تعدو الامر الى ظروفه او غيرها . فهو مما يمكن ان نطلق عليه بالفاحش فهو تقديم على طبق من فضة لمن يريد ان يحاكم و يقول انه متبجح.
- اعتبر ان هذا جزء من الصدق الذي يمكن ان يتحمل تبعاته عدم رضا المتلقي ولكن يبقى لهذه المصداقية التي قدم بها الكاتب نفسه حلاوتها و طعمها الغريب لاذي لم نعتده من كثير من الكتاب وبالذات كتابنا العرب الذين تعودوا تغليف الحقائق بورق سوليفان لتتناسب والمكانة الاجتماعية المرموقة لكاتب فما بالك عندما يكون الموضوع رواية سيرة ذاتية و حقائق فعليه عاشها الكاتب.
- من الامور التي اعتقد انه من الواجب ان يتوقف امامها اي قاريء هو هذا العنوان الذي اختاره الكاتب لسيرته الذاتية " الخبز الحافي " الخبز العاري ... الخالي من كل شيء .. الخبز الذي يعيش عليه الفقراء و لا يمتلكون سواه .. الحافي .. العاري .. او المعرّى امامنا لكي نراه كما هو ...
- ان من الجراة بل لعلي يجب ان اقول من الشجاعة ان يقدم كاتب هذا الواقع المر بدون تغليف،
- وان يكون واضح للعيان بجمل بسيطة من صنع الشارع نفسه و من خلق البيئة نفسها ..
- ان يقدم نفسه و مجتمعه و كلما حوله كما هو و بدون اي تزييف او تلوين .. او " تجميل " فنحن لم نعد بحاجة للمساحيق بعد الآن ..
- كاتب عرف اين يضع كلماته و عرف كيف يضعها ليصنع زلزالا ..
- اصدر ما يمُنع، ما يُخشى ان يقرأ ...
- اصدر باختصار .. قنبلة ..
- في مقدمةروايته الخبز الحافي ...وقبل حوالي ثلاثين عاماً , كتب الاديب محمد شكري : لقدعلّمتني الحياة ان أنتظر , ان أعي لعبة الزمن بدون ان أتنازل عن عمق ما استحصدته . قل كلمتك قبل ان تموت فإنها ستعرف حتماً طريقها , لا يهم ما ستؤول اليه , الاهمهو ان تشعلعاطفة او حزناً..ان تشعل لهيباً في المناطق اليباب الموات .
- كتب نصاً يعرض فيه سيرته الذاتية , المتمثلة بالبؤس , والحرمان , والعنف الجسدي , والتفكك الاسري .. ومعاناته في البحثعن لقمة العيش وعن زاوية لينام فيها .. .واكتشافه دنيا المدمنين على الشربوالسارقين واللا أخلاقيين
- يصور لنا الكاتب ادق التفاصيلالحياتية التي عاشها رغم بشاعتها , كأن يلوك سمكة ميتة , حين يتضور جوعاً ولا يقوىعلى بلعها لان رائحتها النتنة تفوق قساوتها قساوة الجوع ..
- يبدأ الكاتب رواية سيرتهالذاتية بالتعبير المفجع عن الجوع الذي تعرض له الأطفال في تلك الحقبة من الزمن , ومن ثم اقتراح امه بالهجرة من الريف الى مدينة طنجة , لانها ترى فيها الحل الجذريلمشكلة الجوع .. لكن عبثاً ...يظل الجوع بطل الرواية في معظم فصولها .. ورغم تنقلالكاتب بين مدن عدة ...فمن طنجة الى وهران الى تطوان .. والجوع يرافقه بأبعادهالقريبة والبعيدة : عثرت على دجاجة ميتة , ضممتها الى صدري وركضت الى بيتنا.
- افتقد محمد شكري في فصول حياته الى حنان الاب .. الذي يقتل احد ابنائه في لحظةغضب وقد دفعه بطش ابيه الى ترك المنزل وشروده في ازقة مظلمة وخطيرة .. بحثاً عنكسرة خبز .. او مأوى من اللصوص .. فكان الجوع مزدوجاً هذه المرة .
- يعرض الكاتبالاحداث السياسة لبلده آنذاك بطريقة الحوار العفوي والمنطقيوالتساؤل على لسانالمواطنين ..
- انه الجوع الى الحرية من الاستعمار . وانهاء الاحتلال بكافة اشكاله : -
- تجري احداثالرواية بتباطؤ .. الى ان يدخل الكاتب السجن وتقترب الرواية من النهاية .. لكنالغريب .. ان يكون السجن هو البداية... والحل ..وكوة النور التي يبصر الكاتب منخلالها العالم برؤيا جديدة .. تفتح له الافاق والتطلعات لحياة جديدة ..ويستفيد منايامه القليلة التي يقضيها في السجن اكثر مما يستفيده من حياته السابقة كلها ... فيبدأ عن طريق احد الاصدقاء في السجن بتعلم الاحرف الابجدية على جدار الزنزانة .. الف ...باء ..تاء .. ومن هذه الاحرف - كما يعرض في الرواية - يمكن لنا ان نستخرجبعض الكلمات ...وبعد خروجه من السجن في سن العشرين يكمل طريق النور .. ليثبت فعلاًان الكلمة كالخبز .. نحيا بها .. ونموت بدونها
- محمد شكري - ورغم معاناته المرة - قبض على لجام الحقيقة ... من وراءالقضبان .. ليقول ان الكلمة الصادقة , العارية من اي زيف او وجل هي كل ما يحتاجهالادب ليبقى حياً.. يحمل راية الانسانية .. ويسير بها رغم كل الاحباطات لعل هذا مااراده الكاتب بقوله : » انتظر ان يُفرج عن الادب .. الادب الذي لا يجتر .. ولايراوغ !! «. والجدير بالذكر ان تكون الطبعة الثامنة للرواية عام 2004 - والطبعةالتاسعة عام 2006 - وان تترجم وتُدرس بعدة لغات اضافة الى العربية.