عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2012, 08:36 AM
المشاركة 477
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
67- الظل والصدي يوسف حبشي الأشقر لبنان
الظل والصدى :نبذة النيل والفرات:
هذه الرواية هي آخر ما كتب الروائي اللبناني الكبير قبل رحيله، وهي ثالثة ثلاثيته التي تضم "أربعة افراس حمر" و"لا تنبت جذور في السماء". وهي شهادة على الحرب اللبنانية وغوص في أعماقها عبر شخصيات متوترة، قلقة ومضطربة. إنها من أبرز الاعمال الروائية اللبنانية التي تطرقت الى الحرب.
==
الظل والصدى
أما الموقف الروائي اللبناني من الحرب التي توقعتها رواية عوادوعشنا مآسيها خلال خمس عشرة سنة، فإني أكتفي بالإشارة الى رواية «الظل والصدى (1989) ليوسف حبشي الأشقر الذي شارك معظم الروائيين اللبنانيين، الذين كتبوا عن هذهالحرب، رفضهم لها. لكنه كان الأقرب الى عواد، في تحذيره من الانقسام الطائفيوعواقبه المأساوية على اللبنانيين جميعا.
يرفض اسكندر، بطل رواية «الظل والصدى»،الحرب. يرفض أن يكون مع المسلمين الذين يحاربون المسيحيين، أو يقضون، في هذه الحربالأهلية، ضدهم ـ والمسلمون في الرواية هم أهل رأس بيروت حيث يسكن اسكندر ـ وكذلكيرفض اسكندر ان يقف مع أهل قرية «كفر ملات» ـ قريته ـ المسيحيين. يرفض الـ هنا والـهناك. لأن: «كلاهما يقتل، كلاهما يسرق، كلاهما يكذب، كلاهما بتعصّب» (ص190).
يقفاسكندر ضد هذه الحرب ـ الأهلية ـ وخارجها. لأن الطرفين يتساويان فيها: المسلموالمسيحي. يتساويان في القتل والسرقة... وبهذا يلتقي الأشقر مع معظم كتّاب روايةالحرب في لبنان حول معنى هذه الحرب الأهلية والموقف منها.
إلا ان اسكندر وإن رفضهذه الحرب، شأن الشخصية، في معظم روايات الحرب اللبنانية، فإنه يبقى مختلفا عنها،كونه ليس مثلها، مجرد شخصية، بل هو بطل يتفرّد بدعوته الى ثورة في الكيان.. كيف؟
ـ يشير خليل، احدى شخصيات الرواية، الى حوادث 1860 التي قُتِل فيها خاله،ويرى ان المسيحيين كانوا هم الضحية، وان المسألة هي مسألتهم في هذا الشرق المسلم،انهم «مجموعة خائفين».
لكن، لئن كان هذا واقعا تاريخيا، أحد أسبابه الواقعالديمغرافي القائم، بهويته، على الانتماء الديني والذي يشكل فيه المسيحيون أقلية،فإن يوسف حبشي الأشقر، وكما يعبّر منظور روايته، يرفض ان تتحول الضحية إلى جلاد،لذا نجده يدعو الى هذه الثورة في الكيان والتي هي في معناها الأعمق ارتقاء بالذاتالبشرية الى الذات الالهية في الانسان. انها ثورة ترتكز الى اللوغس الديني المسيحيلتكشف، حسب المعنى العميق للرواية، بأن المشكلة، مشكلة المسيحية في لبنان، ليست كمايظن المقاتل صراعا بين المسيحي والمسلم، بل هي مشكلة الظل والصدى، أي هذا الفهمالخاطئ للمسيحية كدين وكتاريخ عريق في هذا المشرق. هكذا ينفتح سرد الرواية على ذاكالتاريخ، وعلى المسيحيين فيه، لتحكي عن الأصول، أصول الأجداد الوافدين الى لبنان منحوران، وربما من أكثر من مكان.
تبرز الرواية الجذر المشترك الذي يجمع بيناللبنانيين، وتشير ضمنا، الى انتماء متعدد، وهوية لا تفرق، الى تاريخ علينا ان لاننساه. الى ظل وصدى علينا ان نعي معناهما وتدرك دلالة العلاقة بينهما.
فهلقرأنا، وهل تعلمنا؟
وهل علمتنا الحرب الأهلية التي عشنا درسا، أم اننا ما زلنانسبح في دوامة العودة على بدء، دوامة الحروب التي تتكرر وتتركنا نحيامآسيها!!

(1) أحيل على الطبعة الخامسة الصادرة عن مكتبة لبنان، بيروت، .1991
==
الظل والصدى
http://lzeitouni.lau.edu.lb/PDF/16.pdf