عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2010, 07:04 PM
المشاركة 4
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
وهذا نصٌ أحبه
إليكموه :




هــــــذا أنـــا ... ربمـــا !!


في عمق ليل ٍ بهيم
يشاطرني القلق
ها أنذا أفـتـِّتُ الصمتَ بأرق ٍ صارَ صديقي
أقلـّبُ الضوءَ بأصابعي
أبحثُ فيهما عن فجرٍ غادرَ قبلَ أن يأتي
والليلُ يُرخي سدولـَهُ على كلّ شيء
فيصبغـُه بالسواد
هذا أنا أتأبـّط أملي حيناً .. وأعانق يأسي حيناً آخر
وأعالجُ ذاتيَ الهشـّة بعلاقة ِ التنقيبِ عما مضى .. ويَمضي
ورغمَ قلـّة الماءِ أرتوي
رغم نـُدرةِ الهواءِ أتنفس
وأستقي الماءَ بحجةِ التصحّر في أرض ٍ باتتْ بواراً
أبحثُ عن شيء يُعيدُ الوَعيَ لذاكرةٍ كادتْ أن تغيبَ


***
أتذكرُ...
ذاتَ مساء ٍ
ألقيتُ القبضَ على روحي متلبسة ً تعانقُ روحَك
ويشدُّها شوقٌُ الى عينيكَ
ولكنْ ..

لماذا أنت ؟؟
لماذا أنت ؟؟ !!!

ربما .. لأني لمحتُ في عينيكَ حزناً يُشبهني
فعشقتُ حزني في عينيك
ربما لأنكَ وحدَكَ تقرأني .. وتكتـُبني ..
وتحفظـُني عن قلبِ قلب
ربما لأنكَ وحدَكَ استطعتَ تهجئة َ حروف الحزن ِ في عيوني
ربما ..
لأنك وحدكَ ذكـّرتني أنـّهُ ما زالَ في صدري قلبٌ ينبضُ
ويضخ ُالدمَ الى الحدائق ِ المجاورة
ربما تكونُ أنتَ من يستحقُ أن يكونَ لهُ هذا النبض
أو ربما
لأنك صاحبُ هذا الاكتشاف ِ العظيم !!


هذا نبضي يهرول نحوك
ربما تكونُ من يحتسي معي ألمي كلّ صباح
ويشاركـُني مساءاتي وهي تروي أحزانـَها الشتائية
وترتجفُ برداً
ربما تشاطرني غربتي
وأنا رأيتـُك ذاتَ يوم ٍ غريباً تفتـّشُ عن وطن ٍ في عيوني
وبلا وعي .. أمنحـُك عيوني وطنأً
ولكن عذراً
هل تقبلُ وطناً مفعماً بالجراح
هذا فؤادي يصبو إليك
ويهربُ من عالمِه المرّ .. إلى عالمــِك
ربما لأنكَ قادرٌ على ملء فراغي الذي فرغَ من كلّ شيء إلا ّمن الفراغ
ربما لأني رأيتكَ ذاتَ يوم ٍ تحومُ حولَ قلبي تفتشُ عن رشفة ِ هدوء ٍ
وتنتظرُ الغيثَ من سحبِ جفافي
ربما لأني رأيتكَ تحاولُ البوحَ بسر ٍعظيم
وتستدرُّ الحروفَ من نهر ِ فم ٍ جفـَّـتْ منابعـُه
ربما لأني رأيتكَ تحيط ُ ثلجَ قلبي بمعطف ٍ من حنان
هذا أنا يا صغيري
أصرُّ على استسقاء الحنانَ من عينيك
وأصرُّ على ممارسة ِالجنون ِ في أرضك
وأعيثُ حبـّاً عجيباً لا هوادة َ فيه


هذا أنا يا صغيري
مسلسلُ عذاب .. قائمة فواجع
أدلي بقلبي بين يديك
وأتساقط فيك كحبات مطر
هذا أنا أطرح نفسي على دخيلة على قلبك وأستتر بشغافه
ربما أكون جزءاً مما فيه
أو أكون أحد ساكنيه
هذا أنا ياصغيري لاجئة ٌ إلى عينيكَ
بلا جواز سفر أعبرُها بثقة ِ الأطفال

وهذا أنت يا صغيري
ربما ..
تكونُ قاربَ نجاة
أو مجذافاً أواجه ُ به ِ موجَ الحياة
ربما تكونُ عصايَ أتوكـّأ عليها في عمق ِ ليل ٍ بهيم ٍ كهذا
وأستكملُ بها رحلة ً شاقة ً إلى حيثُ لا أدري
ربما أغرقُ فيك .. مع أنني أتقن السباحة
ربما أطير بجناحيك
ربما تكون حبيبي ....


....... الى هنا
تحية ... ناريمان الشريف