عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2020, 10:12 PM
المشاركة 268
علي الحزيزي
مهندس الأبجديــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: عندما يأتي المساء ..
عندما يأتي المساء

‏لأنني هشٌّ وبيتي صفيح
تجترني ريحٌ، وأقتاد ريحْ

لا شيء غير الريح: ماذا هنا
سواك يا هذا الفراغ الفسيحْ؟

حتى النقاوات التي أومضتْ
قيل ارتدت لون الأوان القبيحْ

* * *

لأنني قشٌّ مُضافٌ إلى
قشٍّ، بويبي للذواري فتيحْ

ريحٌ تغاديني سكاكينها
ريحٌ يُماسيني حصاها الطليحْ

لا، لليالي سكراتُ الكَرى
ولا، لصحو الصبح وجهٌ صبيحْ

تَقِلُّني قارورةٌ عاقرٌ
وينثني فوقي زقاقٌ جريحْ

ثُلثي غبارٌ قائمٌ يمتطي
وجهي، وثلثايَ غُبارٌ طريحْ

* * *

مَن ذا الذي يدعو سُعالي إلى
عقد اجتماعٍ، واعترافٍ صريحْ

بالهدوء الْمُرِّ يوصي يرى
أن الهدوء اليوم عقلٌ رجيحْ

يقول: يا (ناجي) (يحيى) أتعَّظ
بقتل (فرحان)، اعتبر يا (سميحْ)

سمعتَ يا هذا، ولكن أعي
غير الذي يحكي الغبار النصيحْ

ترى الذي يهمي ندىً عاطراً؟
هذا نجيعٌ آدميٌّ سفيحْ

تقول هذا واقعيْ؟ تنثني
تكيل للمقسوم غثَّ المديحْ

قرأتَ لي فنجان مستقبلي؟
إني أرى ما لا ترى يا «سطيحْ»

أُريد أغشى عالماً واضحاً
مثلي، زماناً مثل سرِّي فضيح

ما الفرق بين القتل والقتل يا
كُثبانُ؟ يا هذا الغموض الفصيحْ

* * *

خمسون عاماً مِن عظامي غدت
خمسين نعشاً فوق ظهري تسيحْ

تمشي بأرماسي، وأمشي بها
فما الذي عني وعنها أُزيحْ؟

تَشِتّ أنقاضي رياحُ الضُّحى
تلُمّني ريح الدُّجى، كالضَّريحْ

يا هذه الأجداث: ماذا جرى؟
هل مَن يموت اليوم لا يستريحْ؟

ماذا تقولين؟ يجيء الذي
يموت يوميّاً طريّاً صحيحْ

* * *

يا ذلك البرق الذي يبتدي
في الظن، حتى أنت عنِّي تُشيحْ

مِن أين تأتي الريح؟ مِن خلفها
مِن وجهها، لا فرق، ردٌّ مليحْ

وهل ستأتي غيرُهما؟ ربما
هل أبتغي أمراً سوى ما تُتيحْ؟

أذوي، وتلك الريح تمتصني
أدمى، وهذي مِن دمي تستميحْ

وذي تُهوهِي مثل كلبٍ يرى
كلبَيْن، يجتران طفلاً ذبيحْ

* * *

مِن ذا له حريّةٌ أو يدٌ
سواكِ؟ يا ريح الزمان الكسيحْ

مَن سوف يُثني مستبيح الحمى؟
- يا قشّ - والحامي يدُ المستبيحْ

ماذا سيأتي بعد؟ أرضي بلا
ماءٍ، سمائي كالأديم المسيحْ

* * *

قرون هذي الريح أقوى؟ نعم
أموت إمَّا ناطحاً، أو نطيحْ

أُذكي حطامي شهوةً للثرى
حلقاً لديكِ ينتوي أن يصيحْ

مهداً لغصنٍ، زوجةٌ للنّدى
ينبوع زيتٍ، للسراج الشحيحْ

هذا اكتمالي في ابتدائي الذي
أرجو، وأدعوه الجزاء الربيحْ

(سبتمبر 1982م)

#البردوني
قصيدة: "#عواصف_وقش"
ديوان: "#ترجمة_رملية_الأعراس_الغبار"

أَحب ما تولين من
عطايا
يا هذه الأيام أن
تولي