عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2010, 01:17 PM
المشاركة 30
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
على الطرُقُاتِ أتِيهُ احْتِرَاقًـا
وهَلْ غَلَيَـانٌ بِـلا مِرْجَـلِ؟

ليس ذلك فقط بل يخبرنا الشاعر في البيت التالي ان استذكاره للحبيبة واختلاؤه بذكرى جمالها الذي أصابه بالذهول عندما رآها يوقض فيه من جديد تلك المشاعر التي دفعته ليسافر مستوحشا على متن الضنى فيعود ليرتحل من توه ومن جديد لشدة ما يتألم من البعد والصدود وربما من وقع ذلك الجمال الذي أصابه بالهذيان...

فيدور في الطرقات سائحا تائها وهو في حالة الهذيان والاضطراب تلك التي أصابته من صدود الحبيب...بل هو يتوه في تلك الطرقات وهو يحترق من شدة الحب والم البعد (أتيه احتراقا)، وهنا يطرح الشاعر سؤالا استنكاريا إذ يقول: أي حبيبية ...وهل هناك غليان من دون مرجل؟ أي هو يصرح هنا موضحا إذ يقول بأن تيهه واحتراقه وارتحاله وهذيانه وسقمه وضموره وطعم الحنظل وغليانه وما إلى ذلك من مشاعر جعلته يغلي أنما أصابته حين رأى تلك الجميلة وما تبع ذلك من صدود...

فهي ليست من دون سبب وإنما هي جميعها نابعة من شعوره العارم بالحب الذي اجتاحه إذ رآها وكنتيجة لصدود الحبيب وبعده.

وفي هذا البيت يَتضح لنا بأن الشاعر أراد أن يستعطف الحبيبية ويخبرها بأن كل ما أصابه وألم به وآخره احتراقه من حرارة الحب وهو يدور في الطرقات، إنما هو نتيجة حبه لها فهي من أشعل النار تحت المرجل فصار يغلي من شدة الحب وفي ذلك تشبيه القلب بالمرجل ومشاعر الحب والشوق بالغليان.

وهنا تمكن الشاعر ومن خلال استخدامه لكلمات ( احتراقا وغليان ) من استنفار حواس المتلقي من جديد، خاصة حاسة اللمس هذه المرة...وكأننا نستشعر لظى النار والاحتراق والغليان، وحرارة الحب الذي يغلي في ثنايا قلبه...كما المرجل!
وهو بذلك ينجح من جديد في إقحام المتلقي فيدفعنا لنحس معه ونستشعر حرارة ذلك الغليان وذلك الاحتراق وذلك الحب الذي زلزل كيانه.

وفي البيت حركة نستشفها من التيه والارتحال على الطرقات التي يقع فيها الشاعر فيدور في تلك الطرقات على غير هدى وهو في تلك الحالة من الهذيان وألا لم والاحتراق بسبب الحبيب وصدود الحبيب وبعده.

يتبع،،