الموضوع: إني راحِل ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2012, 11:32 PM
المشاركة 5
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
وتتحطّم الأماني على صخور الواقع كما تتحطّم الأمواج وتتلاشى ..
تتكسّر الضلوع لتتمزّق دفّة القلب وتضيع سفينة العشق في عاصفة الرحيل .
تتمزّق أشرعة اليوم التي هدهدت الماضي وحاولت أن تظلّل الأيام القادمة , صارت أشلاء يتناثرها الألم وتعتصرها المرارة وتذروها ريح الجحود ..
انهار جسر الفرح ليسقط في هوّة المجهول ..
فجأة .. ودون سابق إنذار يهوي صرح الحب ويصير أطلالا ..
فجأة .. تتزلزل القلوب وتهوي الأماني في جرف هار من ظلام الرحيل ..
فجأة .. يفتح جرح عميق في مسيرة هذين العاشقين ..
جرح تفرّعت عنه جراحا وآلاما ........ ومأساة .
نعم .. هي المأساة تتجلّى الآن واضحة وجليّة في بقاياها وفي حطامه ..
وكما الليل يسعى حثيثا ليغطّي بظلمته وضح النهار , هجم المرض لينهي قصة عاشقين يؤثثان للمستقبل ..
فهل كان خائفا عليها ؟
أم عجز عن مواجهتها بما يعانيه ؟
أم خاف عليها من ألم متواصل ؟
أكان شجاعا ؟ أم داخله الجبن ولم يستطع مواجهة مصيره ؟
هاهي الأسئلة تنزل كالمطارق داخل الصدر وبين تجاويف العقل .. بل وتتسلّل حثيثا إلى حنايا العاطفة لتهيّجها وتنشر في فضائها غمامة من الحزن ..
هذا الحزن الذي انتشر سريعا , وامتدّت مساحاته في قلب هذه المحبوبة ..
هذا الحزن الذي يغلّف خطوات الحبيب وهو يسير مخلّفا وراءه قلبه وذكرياته ليستقبل الخبر الفاجعة .. ليتأكّد من أن المرض قد استفحله ...
كم نحن عاجزون في كثير من الأحيان .. بل كم نحن أنانيون ..
فلو سأل نفسه كم رسم من حلم مع حبيبته لما توانى لحظة أن يرسم بعض أمل .
لو نظر إلى رحمة الله التي وسعت كل شيء لما فكّر البتّة في الانهيار مرّة واحدة ..
وماذا تفيد الــ " لو " وقد دخل كل منهما عاصفة العذاب ..

أ . أحمد النجار

مؤلمة هي قصتك .. لكنها رائعة
مؤلمة لأنها نقلت لنا مشاعر صادقة لبطلين لم يكملا بقية القصة.
ورائعة لأنها استطاعت أن توصل لنا هذه المشاعر لتقع في دواخلنا دافئة , مرفرفة .
سلمت وسلم مدادك أستاذ أحمد .
ودمت بود .