عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2012, 03:22 PM
المشاركة 26
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
س 4- هل لك أن تحدثنا عن الدراسة الجامعية؟ متى التحقت بالجامعة ومتى تخرجت وما هو مجال التخصص؟
سأقوم بالإجابة مقلوبه بعض الشيء فهي تحتاج انفرادا بالصفحة لأن فيها ما يثبت ما ذكرته مقدما عن شخصية والدي - رحمة الله عليه - المهم .
التحقت بالدراسة الجامعية في عام 1990 بعد أن أتمتت دراستي الثانوية و فيها حدثت لي أول واقعة من نوعها و التي كانت نتيجة حتمية لما كنت فيه من تدهور و انحرافات بدخول مرحلة المراهقة و ابتعادي بعض الشيء عن أسرتي التي كان بعيدة عني في بداية مرحلة المراهقة و كأنني كنت أعاتبهم على استغنائهم عني ففي المرحلة الثانوية و بخاصة في الصف الأول الثانوي كان هناك معلم لمادة الجغرافيا اسمه الأستاذ : حسن فودة . حدث لي معه موقف حيث ناداني عقب نهاية امتحانات نهاية العام و قال لي . أحمد فكر في دخول القسم الأدبي فميولك الأدبية واضحة و اعتزازك بقراءة التاريخ و الجغرافيا و اسلوب تحليلك للأمور يوضح مدى مباهتك في هذا المجال و سيكون لك شأن فيه .
أخدت كلامه على محمل المجاملة و شكرته بابتسامه و قلت له أني كنت أحلم أن أكون طبيب أسنان أو صيدليا كخالي حسن فكيف لي بعد أن اقتربت من تحقيق حلمي أن أغير مساري و أدخل قسما يؤدي بي إجبارا إلى كلية التربية و أنا لا أرى نفسي في مهنة التدريس ( ولا زلت ) المهم شكرته و قلت له سأفكر في الأمر . فرد عليّ اتمنى أن تفكر جيدا . وسبب ذلك هو أنه طيلة العام كنت فعلا نهما لدراسة الجغرافيا و التاريخ و كنت أجلس بتركيز كبير جدا في حصته و أستطيع أن أجيب على الأسئلة كما لو كان هو من يجيب بمعنى أني أستطيع تقمص شخصيته التعليمية إن أحببت هذا المعلم .
المهم دخلت للقسم العلمي في الصف الثاني و بدأت التعرف على أصدقاء جدد و تعلمت تدخين السجائر ولا زالت هذه العاده معي حتى الآن و بدأت في الابتعاد عن الدراسة بعض الشيء لكرهي الشديد جدا لمادة الميكانيكا ليس للمادة و لكن لأن معلمها كان على قدر كبير جدا من المعلومه لكن يوصلها للدارس في صورة صعبة الفهم مما أدى إلى نفوري منها و التزامي بأصدقائي في الابتعاد عن حصتها . و مع دخولي الصف الثالث الثانوي بدأت في مرحلة عدم التركيز نظرا للانعازليه التي كنت أحس بها و كذلك احساسي أن المنزل تحول إلى ثكنة عسكرية لمجرد أن هناك طالب بالمرحلة الثانوية و الضغوط النفسية صارت أكبر مع كلمات أبي و أمي و حرصهم الشديد علي و في هذه الفترة حدثت حادثة لي لن أنساها .
بطبعي أنا شخص عنيد جدا لا أحب الاستسلام و أيضا لا أحب الإفتراء عليّ بالباطل فقد علمني والدي كلمة في وقت بداية مرحلة المراهقة هي سهلة لكنها صعبة و هي ( إن أردت فعل شيء فلا تفعل ما تخجل فعله أمام الناس ) المهم كنت لا أدخن في المنزل احتراما لوالدي و والدتي و طبعا خوفا من أن يراني أخي الصغير فيبدأ في التجريب فإذا بأحد أقاربي لوالدي يخبر والدي أنه رآني أدخن في مكان منعزل و حين رأيته اخفيت السيجارة فجاء و قال لي أن هذا عيب . و أقسمت لأبي أن هذا لم يحدث إني أدخن فعلا لكن هذا الشخص لم يفعل ذلك فما كان منه إلا أن أعطاني عقابا من أشد و أقسى ما يكون على شاب مراهق و هو العقاب البدني و العزلة المؤقته بمعنى أن آكل و أشرب و أمارس حياتي في معزل عن البيت بمكان خاص أسفل البيت ( البدرون ) و مغلق عليّ من الخارج بقفل و كافة الشبابيك مغلقة . كان لهذه الحادثة الأثر الكبير في زيادة الضغط النفسي عندي و شعوري بالاكتئاب و هو ما أدى إلى رسوبي في نهاية العام . المهم عدت للدراسة من جديد كباقِ للإعادة في الصف الثالث و كان هذا العام تحد كبير لي أن أجد أصدقائي معظمهم في أماكن كبيرة في كليات الطب و الهندسة و الصيدلة و الشرطة و الحربية و أنا مازلت في الثانوية . هذا ما دفعني أن أعيد حساباتي حتى أمر من هذه المرحلة الصعبة جدا و أتحدى نفسي أن أدخل المكان الذي أحلم به . و بدأت من جديد و تم نجاحي و الحمد لله و حصلت على مجموع 307 درجات من مجموع 400 درجة و بدأت التفكير منذ سمعت مجموعي في أين سأكون و بدأت المشاورات مع الأصدقاء إلى أين يكون المسير قالو حسب مكتب التنسيق فاتفقنا أن نذهب في اليوم التالي لسحب الأوراق و عرفت بصورة غير مباشرة أني بعيد عن كليات القمة إلا أني يمكن أن ألتحق بكلية الطب البيطري في مكان بعيد قليلا أو كلية السياحة و الفندقة وهنا نبتت في عقلي فكرة السفر و السياحة التي أعشقها جدا فما من مكان في مصر إلا و قمت بزيارته و الاستمتاع به و من أجمل أوقاتي حين أذهب للمتحف المصري و أتابع تاريخ بلدي الرائع . و حين ذهبت للمنزل وضعت الأوراق و نمت قليلا بعد 48 ساعه من الأرق المتواصل و المشاورات و الحلم بأني سأذهب إلى الاسكندرية و أقيم فيها ( الإسكندرية من أكثر الأماكن قربا لقلبي و عندما أحس الاختناق أسافر لها حتى و إن كان لساعه فقط ) و كانت المفاجأة حين استيقظت ووجدت مظروف التنسيق قد تم لصقه و إغلاقه فسألت أمي فبكت و قالت أبوك هو من فعل ذلك . فهممت بسؤاله فإذا به يباغتني بكلمة من أصعب ما قال لي في حياته ( إن أردت الخروج خارج البلد اصرف على نفسك ) فسألته أنت تعلم أني لست ممن يقومون بالعمل بعد المدرسة و أنتم لم تعلموني هذا . فقال أنت حر أنا قلت ما عندي .
فما كان مني إلا أن انعزلت في معزلي أسفل البيت و تركته يفعل ما يشاء و إذا به قد اختار لي كلية التربية ( آخر ما كنت أتوقعه لنفسي ) أن أكون معلما .
تلك هي قصة التحاقي بالجامعة .
التحقت بكلية التربية في عام 1990 و انضممت لقسم اللغة العربية و في العام الثالث من الدراسة الجامعية حدث موقف فكاهي رائع . بالتحديد في شهر فبراير 1993 حيث كان زلزال أكتوبر 1992 قد أدى إلى ظهور أماكن غير آمنة على الجميع في الكلية مما أدى إلى انتقالنا إلى مكان آخر و هو مدينة دمياط الجديدة ( 12 كم بعيد عن دمياط ) حيث أعيش الآن هي مدينة جديدة و لا يوجد فيها أي نوع من أنواع الأي شيء المتاح حتى المواصلات تكون كل فترة طويلة جدا و الأماكن الواسعه من أكثر ما يكون و نادرا ما تقابل أي شيء اللهم إلا النباتات الصحراوية أو الثعالب . المهم كنا في فترة راحة بين المحاضرات و كنت مع مجموعه من الأصدقاء نلعب و نضحك لكسر الملل فخرجت لجلب شاي من الكافتريا و العودة لانتظار المحاضرة القادمة و كانت محاضرة أدب عباسي المهم عدت و في يدي كوب الشاي و سيجارة أشعلتها فإذا بالباب مغلق على غير العادة فدفعته بشدة بقدمي و السيجارة في فمي فوجدت الجميع جالس و لم ألتفت لوجود الدكتور فناديت بصوت عالي ( يا شوية كلاب عايزين تحبسوني برا المحاضرة ) و إذا بصوت يأتي من خلفي ( من فضلك بطاقتك الجامعية أيها الطالب ) فالتفت له و مازالت السيجارة في فمي فإذا به دكتور المادة فبهدوء تام وضعت الكوب على منضدة الطلبة الطويله و مددت يدي له ببطاقتي الجامعية و خرجت بهدوء في هذه السنة رسبت بسبب منعي من أداء الاختبارات لسوء السلوك .
المهم اعدت السنه و دخلت السنة النهائية و تخرجت في عام 1995 بتقدير عام جيد
و حصلت على ليسانس الآداب و التربية في اللغة العربية بتاريخ نوفمبر 1995

أتمنى ألا أكون قد أصبتكم بالملل .

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب