عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2011, 04:16 PM
المشاركة 999
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحمد هاشم الألوسي
يتمه: يتم الام في سن العاشرة.
مجاله: شاعر كبير من العراق وعاش في تركيا. وساهم بتأسيس الشعر التركي الحديث!؟
نصرت مردان ـ جنيف

لم يعش الشاعر العراقي أحمد هاشم الألو سي من السنوات الخمسين، التي عاشها إلا 12 عاما في ارض وطنه العراق.
ولد عام 1885 بمحلة(العاقولية) ببغداد.أبوه(عارف حكمت بك الألوسي)، وهو حفيد المفسر الشهير أبي ثناء الألوسي حينما رحل مع أبيه إلى استانبول عام 1896 بعد عام من وفاة والدته لم يكن يجيد اللغة التركية.
أدخله والده مدرسة(نمونة شرقي) لتعلم التركية ثم انتقل بعدها إلى ثانوية(غلاطة سراي) التي تدرس اللغة الفرنسية. عمل كمدرس للغة الفرنسية بمدينة ازمير، عند عودته الى استانبول انضم الى حركة(فجر آتي) الشعرية وهي حركة أدبية تأسست عام 1909 و كانت تنادي بالتجديد فيالفكر والمضمون والانفتاح على التجارب الأدبية الأوربية، وذلك من خلال عكس التنوير الغربي على أفاق الأدب الشرقي من التأكيد على الروح الفردية في الخطاب الشعري وعلى الجمال المطلق. ومن أهم شعراء هذه الحركة: أحمد هاشم، أمين بولند، حمدالله صبحي، رفيق خالد، صباح الدين سليمان، فاضل احمد، عزت مليح، علي سها ويعقوب قدري. ورغم أن العديد منهم تركوا صفوف الحركة إلا أن الألوسي ورفيق قدري ويعقوب قدري ظلوا على ارتباطهم بمباديء حركة(فجر آتي) التي أنفرط عقدها في 1911.
في عام 1920 قام بتدريس علم الجمال والميثولوجيا في مدرسة الفنون الجميلة.في عام 1921 أصدر ديوانه البكر(كول ساعتلري ـ ساعات البحيرة) وصدر في 1926 ديوانه الثاني(القدح).سافر في 1932 إلى ألمانيا إلى للمعالجة من مرض الكلى المزمن.بعد عودته أصدر(رحلة فرانكفورت).رقد في المستشفى الألماني باستانبول عند تأزم وضعه الصحي.توفي في 3 حزيران 1933 في منزله باستانبول.
تحمل قصائده بصمات من التأثر بالشعراء الرمزيين والانطباعيين الفرنسيين بسبب ضلوعه الواسع باللغة الفرنسية، وخاصة بعد زيارته لباريس في 1924 حيث كتب في مجلة(ميركور دو باريس) مقالا هاما بعنوان(اتجاهات الأدب التركي المعاصر).
أسس في قصائده عالمه الخاص الذي ظل يهفو إليه موحدا بمهارة بين الألوان والخيال والأنغام. إلا أن الرمزية في شعره تظل غير متكاملة كالتي في قصائد رامبو وفيرلين.
يقول عنه الروائي والدبلوماسي التركي يعقوب قرة عثمان اوغلو، ان احمد هاشم لم يشبه أحدا ولم يشبهه أحد.لقد تجمعت في شخصه الأضداد.كان معقولا وغير منطقيا في نفس الوقت.كان مريرا كالعلقم وحلو المعشر أحيانا كالشهد.كان رقيقا وعاصفا.جمع في شخصه أضداد الحياة كلها. تسلطت عليه فكرة أنه قبيح إلى أخر لحظة في حياته، لسمرته وللآثار التي تركتها(حبة بغداد) على وجهه، وأنه لا يمكن لامرأة ان تحبه.رغم أنه أوشك على الزواج من فتاة إيطالية أحبته إلا أن أوهامه وشكوكه حالت دون إتمام هذا الزواج في أخر لحظة. أثرت وفاة والدته في مرحلة مبكرة، وقسوة والده في تربيته على مزاجيته وأوهامه.فقد قضي عمره لا يثق بأصدقائه من الشعراء والأدباء مفضلا عليهم صداقة أناس بسطاء من عامة الناس بدلا من النخبة المثقفة.
الليل في شعره ليس ذلك العالم الذي نعيشه بعد انطفاء شمس النهار.الليل، ورقة قاتمة السواد.القمر، زهرة أرجوانية فوق هذه الورقة المعتمة. والشاعر بالنسبة للألو سي، ليس بالضرورة أن يكون رسول الحقيقة ولا إنسان البلاغة أو واضع القوانين، وليس أن تكون لغته مفهومة من قبل الجميع لأن القصائد المفهومة من قيل الجميع لا يكتبها الا الشعراء الرديئين.

قصيدة الموت

أريد أن أتسلق سيناء الحزن
لأهوي منها إلى أحضان الموت
في الهاوية التي تعرف كينونة الأحزان
يصعد نحو سيناء الحزن
مساء بلون القرابين
أريد الموت
في الهاوية التي تعرف كينونة الأحزان
تهز الشمس قميصها الدامي
يحاصر الصمت الوجود
ويهدأ ضجيج الكون
تنسحب الأنهار في الآفاق مثل اللهب
يفتح العدم ذراعيه للجسد
وتقول الهاوية لك(هيا !)
من هناك أود السقوط
نحو الهاوية التي تعرف كينونة الأحزان
دون سماع صرخات الأمل لقلبي.