عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2010, 03:10 AM
المشاركة 21
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أما لهذا الليل من آخر




[GASIDA="type=0 bkcolor=#000000 color=#FFFFFF font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]لا تقلقي يا حسرة الشاعر=ولا تديري مقلة الحائرِ
ففي جراحي ما سيلقي إلى=كفيك عزم الصامد الصابر
أنا إليك اليوم يا حسرتي=أحوج من أعمى إلى ناظرِ
حوج من قيس إلى نظرة=في وجه ليلى الباسم الساحر
أحوج من سيف إلى ساعد=أحوج من درب إلى عابر
ناديتُ والأحلام مذعورة=وحسرتي تنحت في خاطري
يا ثغر ليلي لا تحدث بما=في قلبها من شوقها الغامرِ
فقيسها ما زال في غفلة=عن همها الوارد والصادرِ
وقيسها ما زال مسترفداً=كف الغريب المعتدي الكافرِ
يا ثغر ليلى روعة الشعر في=أيامنا كالجوهر النادرِ
في أمتي ألف فم ناطق=فحشاء فمن يصغي إلى الشاعرِ
في أمتي ألف يد لم تزل=ترخي زمام المال للعاهرِ
في أمتي قوم على لهوهم=ناموا، فمن يصمد للغادرِ
لكنني مازلت أرجو إذا=ناديت أن يسعدني طائري
فهذه القدس وقد خلتها=مقطوعة الأول والآخر
تحركت فيها بطولاتها=وأفرجت عن سيفها الباتِرِ
ثارت على أعدائكم فاسألوا=أعداءكم عن شعبها الثائرِ
طبيعة الأحجار في كفها=تحولت ناراً على الفاجرِ
ليس لها إلا الحصى عُدّة=تمحو بها أسطورة القاهرِ
نداؤها مزق أصداءه=حزناً على إطراقة الناصرِ
خمسون عاماً في دروب الأسى=من غير ما خُفِّ ولا حافرِ
والليل مزهو بظلمائه=وأمتي في غيها السادرِ
تنفض ثوب الصمت مذعورة=وتشتكي من حظها العاثِرِ
كأنها ما أسرجت للهدى=خيل المدى في عصرها الغابرِ
هذي فلسطين التي أصبحت=تكنس أرض الذل للكافر
لا تتركوها تحتسي بؤسها=وحيدة في قبضة "السامري"
تشكو ظلام الليل كم عربدت=أوهامه في قلبها الطاهرِ
ليل تلاشي الطول في طوله=وصار مثل الأسد الكاسرِ
ليل من الأحزان، ظلماؤه=باتت على بؤابة الساهرِ
واستسلمت أنجمه لم تُطقْ=رداً لموج الظلمة الهادرِ
ومددت ظلماؤه رجلها=تسخر بالغائب والحاضرِ
ليل الخلافات الذي لم يزل=يرفع رأس الظالم الجائرِ
ولمت يزل يغتال أحلامنا=ويخلط الباطن بالظاهرِ
وأمتي في ظله أصبحت=مغلوبة مقطوعة الدابرِ
كم صخرة في ثغرها لم تزل=تبحث عن مستبسل صابرِ
كم عثرة في دربها لم تزل=تبحث بين القوم عن "جابرِ"
**** ****
يا أمة مازالت أشدو لها=شَدِّوّ محب مُدْنَفِ الخاطرِ
لا تقفي يا أمتي وأركبي=ظهر حصان جامح ثائرِ
ومزقي صمت الليالي التي=يسخر فيها النجم بالناظر
لا تسكني أرض الخضوع التي=ترفع فيها هامة الفاجرِ
**** ****
سألتُ أحلامي سؤالاً له=طعم اللظى في شفة الشاعرِ
من أين لي اليوم بشهم له=عزم "بلال" ورضى "ياسرِ"
يا أمة الإسلام قولي لنا="أما لهذا الليل من آخر"
**** ****[/GASIDA]