الموضوع
:
" أيها الخطأ شكرا "
عرض مشاركة واحدة
02-09-2022, 07:10 AM
المشاركة
3
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
412
رد: " أيها الخطأ شكرا "
لعل كلمة "
الخطأ
" تحمل في طياتها المغاير لصائب الأمور ،
ولكن مالا نعرفه أنه قد يكون محفزا ودافعا لتغيير القبلة ،
وتدارك الأمر لتستقيم به الأمور ،
حين نأخذ "
الخطأ
" مجردا من غير أن نتبعه ببيئته
التي نشأ منها لنعرف هويته وكنهه و حقيقته !
وكلما حللنا طبيعته تيقنا بأنه "
كالهواء
" يتنقل ليطوف بالجميع لندرك المباين له
والذي منه ينبثق ومنه يناله التوثيق أو الانعتاق ليفارقه ولو بعد حين !
كم هو جميل
:
حين نجعل من المثالب التي تصيبنا من غير قصد منا ولا تربص بها مفتاحا لنلج في ساحة نركض حولها
ونجلب معدات الإصلاح لنعيد تركيبة أنفسنا ، ونجعل من الخطأ هو وجه المقارنة والصورة المجانبة والمخالفة
التي منها وبها نعيد برمجة أقوالنا وأفعالنا ، تاركين بعض " المساحات الضيقة "
نلقي فيها فتات ما قد يتساقط من الأخطاء لنعيد تقييمها ونصلح المعوج منها .
وقفة إكبار وشكر وعرفان لذاك الخطأ العلمي
:
الذي كان سببا لسبر مكامن العلم كي أزداد ،
ليكون مني ذاك الاقدام ،
والاقتحام ،
والاقحام
لكل فن وعلم تنوع مذاقه ،
وكم جنينا من ثماره ؟!
وغنمنا ما لذ وطاب .
ولك مني التحايا أيها الخطأ العملي
:
فلولاك لما أدركت وتعثرت بذاتي واكتشفت
من ذاك قدراتي وعلمت حقيقة حالي .
فمن ذاك تجلت لي عظمة ما أودعها الله في ،
لأنطلق من جديد وقد ترافق وتوافق وتعانق ظاهري بباطني
وقد ولدت من ذاك من جديد .
ولا يفوتني أن أثني على الخطأ الاجتماعي
:
حين اضطرني أن أعيد النظر في أمر العادات والتقاليد ،
التي ظننتها وأعددتها من الهذيان ومن بقايا
"
التخاريف
" !!
حتى أدركت بعد أن نبهني " الخطأ " بأنها تعد لنا "
هوية
"
بها يكون لنا معنى وهي لنا في الأصل الجذور والشرايين .
ولك الشكر ايها الخطأ الديني
:
حين وجدت ذاك الانفصام ، وذاك التناقض والخصام ،
بين ما نؤديه من عبادات وبين أثره في واقع الحال !
وتلك الغربة التي لن يؤنسها غير إدراك معنى العبادة
وماذا تعني معرفة الله .
ومن جملة الشكر لذاك الخطأ العاطفي
:
بعد أن رأيت وتعلمت كيف أن القلب والمشاعر لا يملكها إنسان
ولا نهبها لأي إنسان وبأنها مشرعة ليس بها نوافذ ولا أبواب !
ولكن لا يسعنا حيال ذلك غير إبعادها عن مكامن الاستقطاب
والاجتذاب كي لا نذوق المر ألوان .
و بأن القدر في نهاية المطاف هو صاحب القرار ،
وما نحن غير أسباب ، منها ينفذ فينا ذاك القدر بذاك القرار .
لقد بتُّ مقتنعا أن الخطأ هو معلمي :
"
إذا جعلته لي مؤشر مراجعة به أقيم ذاتي ،
وأصلح نفسي لأسعد في هذه الحياة
" .
رد مع الإقتباس