عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2020, 12:24 PM
المشاركة 1408
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَيْرٌ قَلِيلٌ وَفَضَحْتُ نَفْسِي ....

ويروى " نَفْعٌ قَلِيلٌ "
قالوا : إن أول من قال ذلك فاقرة امراة
مُرَّةَ الأسدي ، وكانت من أجمل النساء في
زمانها ، وإن زوجها غاب عنها أعواماً فهَوِيَتْ
عبداً لها حامياً كان يَرْعَى ماشِيَتَهَا ، فلما هَمَّتْ
به أقبلت على نفسها ، فقالت : يا نفسُ لا خيرَ
في الشِّرَّة ، فإنها تَفْضَحُ الحُرَّة ، وتحدث العَرَّة ،
ثم أعرضت عنه حيناً ثم هَمَّت به فقالت : يا
نَفْسُ مَوْتَةٌ مُرِيحة ، خير من الفَضيحة ، وركوبِ
القبيحة ، وإياك والعار ، ولَبُوس الشَّنار ،
وسوء الشِّعار ، ولؤم الدِّثَار ، ثم هَمَّت به
وقالت : إن كانت مرة واحدة ،فقد تصلح
الفاسدة ، وتكرم العائدة ، ثم جَسَرَتْ على
أمرها فقالت للعبد : احْضَر مبيتي الليلة ،
فأتاها فواقَعَهَا ، وكان زوجُها عائفاً مارداً ،
وكان قد غاب دهراً ثم أقبل آئباً ، فبينا هو
يَطْعم إذ نَعَبَ غراب فأخبره أن امرأته لم تَفْجُر
قط ، ولا تفجر إلا تلك الليلة ، فركب مُرَّة
فرسَه وسار مسرعاً رجاء أن هو أحسها أمنها
أبداً ، فانتهى إليها وقد قام العبد عنها ، وقد
ندمت وهي تقول : خَيْرٌ قَلِيلٌ وفضحت
نفسي ، فسمعها مرة فدخل عليها وهو يُرْعَدُ لما
به من الغيظ ، فقالت له : ما يرعدك ؟ قال
مرة ليعلم أنه قد علم ، خيرٌ قليل وفضحت
نفسي ، فشهقت شهقةً وماتت ، فقال مُرَّة :

لَحَا اللهُ ربُّ الناسِ فاقر ميتة
وأَهْوِنْ بِهَا مَفْقُودَةً حين تُفْقَدُ

لَعَمْرُكَ ما تَعْتَادُنِي مِنْكَ لَوْعَةٌ
ولا أنا مِنْ وَجْدٍ عَلَيْكِ مُسَهَّدُ


ثم قام إلى العبد فقتله .