عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2017, 02:13 AM
المشاركة 3
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
2- مصطلح السرد:



رغم كون علم السرد قديماً في نشأته منذ عام 1918، على يد(ايخنباوم) في مقالة له بعنوان (كيف صيغ معطف غوغول) ، إلاّ أنّ هذا المصطلح لم يظهر إلاّ في سنة 1969، على يد (تودوروف). واستجماعاً لأركان العمليّة السرديّة ،إذ اشتقّ مصطلح Narratology ، بيد أنّ بروب اعتُبر الباحث الذي استقامت السرديّة بفضل جهوده ، فقد وجّه اهتمامه على دراسة القوانين الناظمة لبنية الحكاية الخرافيّة الروسيّة .(1)
وتعددت آراء النّقاد العرب للوقوف على مضمون المصطلح السردي ، وعرف النّقد عّدة محاولات لوضع تعريفات محدودة لمصطلحات القصّ والسّرد العربيّة الأولى في كتاب" The Modren Arabic Short Story" لعبد العزيز عبد المجيد ، والثانية في "معجم المصطلحات العربيّة في اللّغة والأدب" لمجدي وهبة وكامل المهندس. و قد وضع الناقد عبدالله أبو هيف رؤيته لمصطلح السّرد في ملحقه عن مصطلحات القصّة العربيّة عام 1994، ورأى أنّه "مصطلح حديث للقصّ ، لأنّه يشتمل على قصد حدث، أو أحداث، أو خبر، أو إخبار سواء أكان ذلك من صميم الحقيقة ،أم من ابتكار الخيال ، والسّرد بعد ذلك عمليّة يقوم بها السّارد أو الحاكي أو الراوي ، وتؤدي إلى النّص القصصي ، والسّرد موجود في كلّ نصّ قصصي حقيقي أو متخيّل"(2)،فالسّرديّة تُعنى باستنباط القواعد الداخليّة للأجناس الأدبيّة ، واستخراج النظم التي تحكمها ، وتُوجّه أبنيتها ، وتُحدد خصائصها وسماتها(3).والبنية السرديّة تتشكل من ثلاثة مكونات: الرّاوي ،والمرّوي ، والمرّوي له ، وهي تهتم بالمادة الحكائيّة التي تنتج عن تضافر هذه المكونات.

وقد اعتمدت الدّراسات النقديّة في محاولاتها استخلاص الهياكل المؤطرة لبنية المرويات السرديّة على نوعين من الوصف والمعاينة لبيان تطور الأنواع السرديّة وخصائصها؛ الأول: تاريخي يتناول تشكّل الأنواع السرديّة الأساسيّة كالروايّة ، والمقامة ، والحكايات الخرافيّة. والثاني: وصفي تزامني اهتمّ بكشف مكونات البنية السرديّة لماسبق ذكره من أنواع سرديّة.(4)
وقد ظهرت للسّرد عدّة اتجاهات ، كان بعضها مكمّلاً للأخر ، صنّفها النّاقد عبد الجبّار البصري من خلال مستويات القصّة إلى ثلاثة اتجاهات: الحكائي ، السّردي ، والدّلالي

الاتجاه الأول : عُني بمستوى الحكاية ، إذ قام فلكوف بدراسة الخرافات من خلال عدد الأبطال وخصائصهم وأفعالهم. وكانت هذه الدراسة بداية لفكرة الوظائف عند فلاديمير بروب في كتابه "موفولوجيا الخرافة "عام 1928م، وأعقبه شتراوس في "تحليل الأسطورة" إذ عدّ القيمة الحقيقة للأسطورة تكمن في تنسيق عناصرها المكوّنة لا في طرائق سردها . ثمّ جاء تزفتيان تودوروف بكتابه "نحو القصة" ، وفيه دعا إلى تشريح القصّة وفق: دراسة الشخصيات ، والأفعال الواقعيّة والخياليّة ، ووحدات النّص التركيبيّة الكبرى والصغرى ، وضبط هذه الشخصيات والأفعال تبعاً لمظهري القصّة من خطاب وحكاية.

الاتجاه الثاني: اهتمّ بطرائق السّرد وأساليب أداء الحكاية ، واشتهر بهذا الجانب جيرار جينيت الذي قام بتحليل رواية "بحثاً عن الزّمن الضائع" ل مارسيل بروست تبعاً لثلاثة أبعاد وهي ؛ القصّة ، السّرد ، والخطاب. وكذلك رولان بارت الذي ركّز عنايته على المستويات السّرديّة من وظائف وأفعال وسرد ونظام قصصي ، واهتمّ أيضاً بالأنظمة الاجتماعيّة والفكريّة التي يكمن وراءها المستوى السّردي.

أمّا الاتجاه الثالث فينطلق من تحديد مستوى الدّلالة ، ويرى كريماس أنّ الدّلالة تستخلص من علاقات الاختلاف والتقابل القائمة بين حزمة من الوحدات الدّالة..فالطّول لا يدرك إلاّ بالقصر...(1).

ومنه فالسّرد وجه جديد لمصطلح القصّ ، قوامه الإخبار والحكي ، الذي يقوم به راوٍ ليحيل المتلقي إلى المتن القصصي الحقيقي أو المتخيّل.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..