عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2010, 12:44 AM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أوْرَدَ جامعُ (ديوان ابن عبدربه) الدكتور محمد أديب جمران , هذا الخبر :
يقال أن الخطيب الأندلسي أبا الوليد بن عباد حجَّ , فلمّا انصرف تطلع إلي لقاء المتنبي في مسجد عمرو بن العاص في مصر , ففاوضه قليلاً ثم قال أنشدني لمليح الأندلس _ يريد أحمد بن محمد بن عبدربه الشاعر الأديب و صاحب كتاب (العقد الفريد) _ فأنشد أبو الوليد :


1. يا لؤلؤاً يسبي العقولَ أنيقا
و رشاً بتقطيعِ القلوبِ رشيقا

2. ما إنْ رأيتُ و لا سمعتُ بمثلهِ
دُرَّاً يعودُ من الحياءِ عقيقا

3.و إذا نظرتَ إلي محاسنِ وجهه
أبصرتَ وجْهَكَ في سَنَاهُ غريقا

4. يا منْ تقطع خَصْرُهُ من رِقَّةٍ
ما بالُ قلبِكَ لا يكونُ رقيقا

فلما فرغ أبو الوليد من إنشاده , استعادها المتنبي منه , ثمّ صفَّقَ بيديه و قال معجباً :
( يا بن عبدربه , لقد تأتيك العراقُ حبْواً ) .
تعليق:
1. لا زالت الناس تبحث عن أعيان الناس و يشتاق أهل الفضل و أرباب البيان و أولو العلم لمن هم في مرتبتهم كما فعل أبو الوليد للقاء المتنبي.
2.ذكاء و فطنة الخطيب حين أختار من قصائد ابن عبدربه تلك الخريدة لينشدها أمام إمام الشعراء, كما تدل هذه الحادثة على سلامة الطوية و ليت شعري متى يفهم المرضى بداء (أنا) أن الشعر ليس حكراً على أحد و النعوت لا يبحث عنها إلا من سفه نفسه.
3. تواضع المتنبي الجمّ حين أشاد بأخٍ له في الجانب الآخر من عالم الضاد أيام كانت الأندلس تتحدث العربية.

أخيرا :

من جميل البلاغة في النص السالف
تلك التورية المرشحة في قوله:
دراً يعود من الحياء عقيقا.