عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2011, 11:45 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




2


الثوم والزمرد في الطين


في حنايا جذور شجرة الأكسل


والدودة التي تزغرد في الدماء


وتغني تحت الندوب القديمة


تهيج حروباً عفا عليها النسيان


الرقصة على طول الوريد


ودورة الألياف


محسوبة في مسار النجوم


نصعد إلى الصيف في الشجرة


ونتحرك فوق الشجرة المتحركة


في الضوء على الأوراق


ونتسمع على الأرض الرخوة


تحت الدب والدب الأكبر


يتبعان مسارهما كما كانا أبداً


لكنهما متصالحان بين النجوم


عند النقطة الثابتة من العالم الدوار


لا بالبدن ولا بدونه


لا من ولا إلى، في النقطة الثابتة ها هي الرقصة


ولكن لا السكون ولا الحركة، ولا تسمها الثبات


حيث يجتمع الماضي والمستقبل، لا حركة منها ولا إليها


لا هو الصعود ولا الهبوط، فيما عدا النقطة


النقطة الثابتة


لارقصة هناك، وما هناك سوى الرقصة


أستطيع فقط أن أقول ها هناك كنا


ولكني لا أستطيع أن أقول أين


ولا أستطيع حتى أن أقول متى


لأن هذا يعين مكانها في الزمن


الحرية الداخلية من الرغبة الجزئية


التحرر من الحركة والمعاناة


تحرر من الجبر الداخلي والخارجي


إلا أنني محاط بلطف في الحواس


ضوء أبيض ساكن متحرك


تسام بلا حركة، تركيز بلا استبعاد


عالم جديد والعالم القديم معا


اتضحا وفهما


فى اكتمال لذته الجزئية


وإصرار رعبه الجزئي


إلا أن ارتباط الماضي بالمستقبل


منسوج في ضعف الجسد المتغير


ليحمي الإنسان من السماء واللعنة


والتي لا يستطيع الجسد احتمالهما


الزمن الماضي والزمن المستقبل


لا يسمحان سوى بوعي قليل


فالوعي خروج عن الزمن


ولكن فى الزمن فقط يمكن أن نتذكر


اللحظة في حديقة الورود


واللحظة التي تدب فيها الأمطار على الشجيرة


واللحظة في الكنيسة الخالية عندما يسقط الظلام


ونرتبط بالماضي والمستقبل


فلا يفل الزمان إلا الزمان




يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)