عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
3662
 
عهد الزهراني
من آل منابر ثقافية

عهد الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
10

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Oct 2014

الاقامة
المنطقة الشرقية

رقم العضوية
13256
12-08-2014, 08:53 PM
المشاركة 1
12-08-2014, 08:53 PM
المشاركة 1
Post الاخلاق قبل كل شيء..
أضع بين أيديكم اول نص مسرحي أكتبه
أتمنى منكم نقدي و توجيهي..
حاولت جاهدةً أن يكون كالنصوص المسرحية

***

الشخصيات..
العم منصور
العامل أكرم
المتحدث
طلال
فيصل
راكان
ياسر
خالد
المشهد الأول..
الخلفية.. يقف المتحدث بثياب منمقة و أنيقة أمام الستار الأضواء جميعها مغلقة فقط يُسلط الضوء عليه،
المتحدث: الإنسان كائنٌ يوضع دائماً تحت الفحص المتكرر،و بسببه قد يسقط بلد و تنهار أمة و قد يحل وباءه بالأرض و يُفسد قوماً و ينشر شراً، بالمقابل قد يبني صرحاً، ويشيد جسراً للأمان و قد يحافظ على البيئة وقد يكون مصدر نفع للاوطان..
و ما عجبي إلا أن هذا الإنسان كثير الأخطاء و المحاسن يملك شيئاً يغيب عن غيره من الكائنات.
ينصرف المتحدث و يُفتح الستار
المشهد الأول :
الخلفية.. يصمم المسرح و كأنه حارة حيث تكون المنازل بجوار بعضها في قبالة الجمهور و يجلس الشباب عند باب أحد هذه المنازل يوضّح عليهم الاستهتار وعدم المبالاة بشيء، يُفتح الستار و هم يضحكون بصوت مرتفع و يقومون بحركات ملفتة و طريفة أيضاً و المسرح يكون مضاء *نهار*
راكان: يبدو اليوم ممل.. يا شباب اما من عملٍ مثير نقوم به؟!
فيصل بصوت يملؤه الضحك والاستهزاء: وماذا تريدنا أن نفعل يا أخي.. لم أجد أجمل من مضايقة الناس والضحك عليهم ههههههههه
و فجأة يمر عامل البقالة أكرم مرتدي ثياب مهترية على دراجته الهوائية و قبل تخطيهم يوقفه خالد على عجل
خالد بنبرة احتقار وتعالي:هي..هي هي انت توقف!
يوقفه خالد و هو ينظر إليه كأنه يريد توبيخه..
العامل أكرم ويظهر عليه الخوف:نعم سيدي!
خالد يمسك دراجته و يقول
خالد بحزم: إذهب واحضر لنا مشروباً بارداً
العامل أكرم بخوف و توتر: ما ماذا تريد؟!
خالد بدأت ملامح الغضب تتضح عليه و أصدقاءه حوله يحاولون كتم ضحكاتهم..
خالد بصوت واطي ممسكاً بإذن العامل:قلت اجلب لنا شيئاً بارداً صحيح؟!
بنبرةٍ أعلى وبشكل مرعب يصرخ :اذهب واحضر لنا ماءً.. مشروب غازي..عصير برتقال تفاح يا احمق ' حتى لو كان موز يا غبي
الا تفهم يا معتوه كلمة أحضر أي شيء بارد؟!!!
يقوم خالد بعد توبيخ العامل أكرم بدفعه مما يجعله يسقط.. يضحك جميع الشباب عليه ويشيرون إليه و يرمون عليه كلمات السب و الشتائم
احمق.. غبي.. يا لك من ابله.. اذهب أيها الخادم واستمع لسيدك.. متخلف
يحاول العامل أكرم الوقوف و هو مرتعد و خائف منهم في نفس الوقت، يوضح عليه الانكسار و الحزن، يرفع درجاته و يتجه نحو البقالة مرخياً رأسه للأرض..
خالد بنبرة غضب و استهزاء: يا معتوه سر جيداً أم أنك تريدنا أن نعلمك المشي؟!!
بصوت عالي يضحك الشباب و يستهزئون به مرة أخرى ينصرف العامل المسكين ليجلب الغرض لخالد وأصدقائه..
يَغلق الستار و يأتي المتحدث أمامه
المتحدث:على الرغم من وجود العقل في هذا الكائن المعقد، والذي يُسمى بالإنسان، إلا أنه في بعض الأحيان قد يتخلف عقله و تتخلف معه إنسانيته
فيفقد أحدها أو كليهما معاً و هذا ما يحدث الدمار الشامل..
ينصرف المتحدث و يُفتح الستار مرةً أخرى بنفس المشهد الأول
المشهد الثاني :
الشباب في نفس أماكنهم لا شيء يشغلهم سوى أجهزتهم و الضحك على الناس والسخرية
يرتفع صوت الأذان..
يوضع الأذان و يظهر لهم العم منصور يسير متجه نحو المسجد.. فيجد هؤلاء الشباب في طريقه يلقي التحية عليهم
العم منصور بصوت هادئ مطمئن: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته يا أبنائي
يردون عليه بدون رغبة و بنبرة ملل و بتجاهل
: وعليكم السلام
العم منصور يبتسم لهم : الصلاة يا أبنائي.. هيا لنذهب معاً إلى المسجد و نؤدي الفريضة المكتوبة و ندعوا الله أن يرزقنا جنته و ما يقرب اليها من قول أو عمل ..هيا يا أبنائي رافقوني لاطهر مكان
يتلفت الشباب لبعضهم.. على ما يبدو عليهم انهم محرجون من العم و لا يريدون الذهاب لكن طلال صديقهم قال بنبرةٍ عالية و هو يضع يده على كتف
ياسر..
طلال: نعم هيا لنصلي.. لعل الله ينير لنا قلوبنا ويفتح لنا أبواب رزقه الكريم..
ينظر طلال وهو مبتسم للعم منصور ..
هيا يا عمي منصور ' دعني اساعدك أن أحببت و اخذك بسيارتي للمسجد من فضلك.
العم منصور و هو يربت ع ظهر طلال.. :لا يا بني أريد أن أذهب إلى المسجد وانا امشي على قدمي لانال الأجر العظيم.. ما بالكم يا أبنائي الا تعلمون فضل الذي يمشي باطمئنان نحو المسجد ليؤدي فرضه؟!
صمت جماعي فلا أحد يعرف منهم من ينزل رأسه للأسفل ،و منهم من يحك شعره بخجل
العم منصور بتشجيع: لا بأس فلنسير الآن نحو المسجد و نؤدي فرضنا و نجلس بعدها لنتناقش بحديثٍ مفيد..
يُغلق الستار و يظهر المتحدق مرةً أخرى أمامه..
المتحدث :يحدث أن يظهر لك شيئاً من العدم يعيد إليك عقلك الذي خلقه الله لك لتفكر و تتدبر.. و يُعيد تشغيل هذا الجزء النادر منك و ينيره لك بعد أن كان مظلماً قاتم.. فيبدأ عقلك بالعمل و فعل ما كنت تتوقع أن لن تفعله يوماً.. و ستبدأ بالتفكير بشكل إيجابي و ينير شيء بداخلك يجعل منك شخصاً آخر..
قد يكون شخص مثالي، رفيع الخلق،مبدع،يحاول أن يبرع في مجالٍ ما، شخص ذو هدف يطمح للوصول إليه.. كل هذا قد يحدث بملاقاتنا لشخص صالح -
ينصرف المتحدث..
المشهد الثالث..
يُفتح الستار مرةً أخرى بنفس خلفية المشهدين السابقين '
الشباب بعد أن عادوا من الصلاة مع العم منصور ويتبادلون أحاديث مختلفة يمر عامل البقالة أكرم مرةً أخرى من عندهم جالباً مشروبات باردة لهم
خالد ممسكاً أعصابه ينظر لاكرم وبنبرة واطية يملؤها الغضب : جيدٌ انك ذكرتنا يا سيد.. حسبتك مت.. إني سعيد لرؤية وجهك يا مغفل..
يصرخ عند الكلمة الأخيرة محاولاً ضرب العامل، الا ان العم أمسك بيده و قال له بحزم
العم منصور: اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك..
ينظر إليه خالد و بصوتٍ عالي : عمي هذا عاملي.. انا سيده و هو عبدي امرته منذ أكثر من ساعة ليجلب لي ما اريد و قد تأخر وأعتقد أنه نساني.. علي أن اادبه ليعرف أنه المحكوم وانا حاكمه ولا يتأخر أو يتوانى لخدمتي لحظة..
يفلت العم منصور يد خالد و يذهب للعامل أكرم.. يعتذر إليه و يواسيه.. ثم قال له : لا بأس ارجوا ان تسامحنا لابد من أن خالد منزعج من أمر ما.. ويريد أن يصب غضبه بأي شخص يراه اذهب الآن يا أخي.. هيا
ينصرف العامل و هو يشعر بالرضى.. على الأقل هناك من يقف معه و ينصره
ينظر العم منصور للشباب ويقول: اجلسوا يا أبنائي.. واهدأ يا خالد تذكر قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام :"ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"
اكبح نفسك و جوارحك عن التعدي على غيرك مهما كان الأمر املك نفسك عند الغضب.. فما كانت هذه تعاليم ديننا ولا ما ربينا عليه ' أن كان كما تقول عبدك فقد جاء الإسلام ليُفقد الجاهلية هذا المسمى و اعتق العبيد و جعلنا كلنا نُسمى بهذا المسمى.. و هو أننا عبيد الله.. ما بالك الم تسمع بخلق نبينا الأكرم مع خادمه أنس بن مالك!!! وكيف أنه لم ينهه قط و لم يأمره أو يوبخه!! بل إنه دعى له بكثرة المال والولد و دخول الجنة.. لماذا تفقد اعصابك على مسكين أتى ليعمل و يكسب رزقه بالحلال.. فكر ماذا كان سيرغمه لولا الحاجة ليأتي ويعمل عند رجلٍ مثله يأمره و ينهاه لولا فقره وقلة حيلته.. أرجوك يا بني ضع نفسك مكانه ولا أوجه حديثي إليك و حسب حديثي لكم جميعاً
ينهض العم منصور.. و يبدأ يتحدث للجمهور
العم منصور: ما بالنا أصبحنا كالبهائم.. نتعامل بلا أخلاق..ضاعت أخلاقنا و فقدناها وكأننا ولدنا بدون دين و منهجٍ يرشدنا و يدلنا على مكارم الأخلاق و كيف نتصرف حتى في أحلك الأمور.. نبدأ بشتم هذا و السخرية من ذاك.. نظلم هذا و نُردي ذاك.. بلا قلوب تخشى الله و بلا عقول تفكر بعواقب تلك الأفعال.. إن المؤمن كالنحلة تأكل طيباً و تضع طيباً فقيرٌ بنفسه يحب غيره و يساعد و يساهم.. يُصلح عطلاً هنا و يجبر كسراً هناك.. ما بال شبابنا أصبحت لا تهمهم الأخلاق انسلخت منهم و انعدمت تحت مسميات غبية.. الكوميدي الذي يضحك أصدقاءه على حساب الناس.. المستهتر بمن حوله المتعالي على الخلق و هو مخلوق مثلهم لا شيء يميزه سوى شيء.. خلقه السيء و يا لها من ميزة! ارتقوا باخلاقكم و اتقوا الله في كل شيء و تذكروا أن اليوم نحن في دنيا غداً سنكون أمام ملك الملوك في يوم الحساب...كل من اسأت إليه محاسبٌ انت فيما فعلت به..
يؤيد الشباب كلام العم منصور و يغلق الستار
يظهر المتحدث أمام الستار من جديد.. ويقول ليختم:
فأدب النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
هذا بالفعل بالفعل الشيء المميز بك أيها الإنسان..خلقك الطيب و تعاملك الحسن مع غيرك
كلمة أخيرة... ولتكن كقاعدة بسيطة لا إرهاق فيها
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك'

انتهى-