عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
7638
 
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله

منى شوقى غنيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,313

+التقييم
0.25

تاريخ التسجيل
Jan 2010

الاقامة

رقم العضوية
8605
01-15-2011, 01:06 AM
المشاركة 1
01-15-2011, 01:06 AM
المشاركة 1
افتراضي الصحة النفسية لأبنائنا
لقد بات من الواضح أن مسألة ( المراهقة ) أمراً جدليا بين الباحثين ، فهنالك من يؤكد غياب هذه المسألة وفترتها من حياة الإنسان بالاستدلال من بعض الحضارات والمجتمعات منها العربية والإسلامية السابقة ، والإفريقية ،والشرق أسيوية ، وشبه القارة الهندية ،ومجتمعات أخرى . حيث ينتقل الطفل عند سن البلوغ إلى دور الرجولة أو المرأة ، بدون العبور إلى مرحلة وسطى وهي ما يسمى حاليا ( المراهقة ) وان الأسرة لا تعاني من هذه الأزمة في هذه المجتمعات والآراء الأخرى للباحثين تجد أن المراهقة تمثل فترة متميزة وقائمة بذاتها لها خصوصياتها وسماتها ومراحلها ومشاكلها في حياة الإنسان كمرحلة وسطية بين الطفولة والرجولة أو تهيئة الأنثى لتكون فتاة ومن ثم امرأة .
وللوقوف بموضوعية على هذا الأمر الجدلي لا نستطيع أن ننكر التغيرات النفسية عند سن البلوغ كردود فعل للنمو الهرموني الجنسي ،والتغيرات الجسمانية، والذهنية ،والعاطفية، والسلوكية المرافقة لذلك ففي البلوغ، يتطور لذهن الفرد تصورات وافتراضات خاصة به يريد أن يحقق بها هويته ودوره وموقعه الاجتماعي والعائلي فيبدأ بالابتعاد عن الارتباط العائلي ويقترب إلى إقامة الصلات مع الأصدقاء والمجموعات من أقرانه ، وهذا الشعور يصور للمراهق بأن مكانه الحقيقي هو خارج البيت ، وبأن عائلته قد أصبحت عائقا أمام تحرره للوصول إلى تحقيق ذاته ، والتصور الأخر في هذا السن يعود من الانطلاق من فرضية يؤمن بها بأن والديه لا يستطيعون فهمه وان الزمن قد تغير ويجب على الأهل أن يتعاملوا معه تبعا لهذا التغير ، وان له الحق في التصرف دون قيود أو إرشادات ، ويطالب بتمرد أو بعنف أحيانا بالتمتع بهذا الحق الافتراضي بالرغم من تواكله المادي والمعاشي على ذويه معتبرا ذلك حقا طبيعيا له أيضا .
ولعل جذور هكذا صراع بين الفرد وعائلته ينطلق من استسلام العائلة والمجتمع للفكرة ( الدخيلة ) على مجتمعها بما يسمى " سن المراهقة " والذي ظهر نتيجة للثورة الصناعية في أوروبا حينما كان الأطفال يستغلون في العمل في المصانع وهذه الثقافة الدخيلة ترسخت في المجتمعات الشرقية على مدى العقود السابقة بسبب زيادة الاتصال المعرفي والثقافي بين هذه المجتمعات والغربية ، فاحتضنت بذلك المفهوم عن هذه الفترة العمرية وتبنته، ورعته، وبهذه الطريقة أوقعت نفسها في الصراع والرهق دون وعي لما سيترتب عليه من معاناة للطرفين ( العائلة والفرد ) ، ولم يحصل ذلك السقوط إلا بسبب تنصّل العائلة والمجتمع من مسؤولية الإعداد والتنشئة في مراحل ما قبل البلوغ سواء بالإرشاد والنصح والتوجيه والتعليم السلوكي ، وغرس وتنمية المثل ،والمبادئ،والعقائد، وإعداده ليكون صاحب مسؤولية تجاه نفسه والآخرين ، وبذلك تنأى العائلة والمجتمع والفرد نفسه عما يسمى (المراهقة).
ومما يعزز من وجود وطغيان هذه الحالة أو إجهاضها السلطة الأبوية والمتمثلة بالأب والأم معا والمفترض أن تكون حازمة ودافئة ،وهي السلطة التي يتشرب منها الطفل السلوك، والمبادئ، والقيم والخلق، وهي السلطة الرادعة بنفس الوقت بوضع القيود والحدود والعقاب في حال الانحراف ، وحينما تكون هذه السلطة هشة وضعيفة سواء بسبب انقسامها أو عدم استقرارها أو تناقضاتها أو فقدان حزمها في الردع أو الاحتواء المسبق، فتتسع الهوة بين الفرد وعائلته وفي هذه الحالة يظهر ما يسمى ( بالمراهقة واضطراباتها ) والمتمثلة بالتسيب و التمرد و الصراع مع العائلة وضعف الشعور بالمسؤولية أو الانحراف والعنف واللجوء إلى الكحول أو التدخين أو المخدرات أحيانا .
فالمسألة إن هذه المرحلة هي مرحلة طبيعة فسيولوجيا ونفسيا كباقي مراحل نمو الإنسان والعلة أو الاضطرابات السلوكية التي تشوب بعض الأفراد لا تأتي بسبب هذه المرحلة الطبيعية من النمو وإنما كنتيجة لغياب الإرشاد، والتوجيه، والتهيئة النفسية المسبقة لنفسية الطفل بغرس القيم والمبادئ والعقائد والمثل العليا قبل الوصول إلى سن البلوغ أو فقدان المراقبة والتقصي عن سلوكيات الأبناء خارج المنزل والتي تنبع من الوضع العائلي والاجتماعي لأسرة الفرد سواء كان ذلك بوجود الأسرة المتفككة أو غياب دور الأب في القيادة الأسرية أو انحراف احد الأبوين ، ولعل الأبحاث التي أجريت في أميركا والدول الأوروبية في الستينات ثم تلتها أبحاث أخرى في بداية السبعينيات على المراهقين وأسرهم والاضطرابات النفسية والسلوكية لدى هذه الفئات تؤكد الأهمية العالية للعائلة في ظهور ما يسمى ( بفترة المراهقة ) واضطراباتها النفسية .......... انه نوع من الاختلاف........ ومن صنع أيدينا .







هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني