عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2010, 09:53 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


اقتباس "حتى تتهيأ المعرفة الدقيقة بالنص الأدبي وبصاحبه , فإذا ما أصدر عليه حكما ً بعد تلك الدراسة المتعمقة كان حكماً مبنيا ً".



إن سمة الإبداع لهي سمة غامضة تنبع من طاقة خارقة تتشكل في ثنايا العقل الباطن الذي هو بدوره غامض بقوته اللامحدودة، ويمكن لذلك السبب أن يكون العمل الإبداعي إعجازي وفيه أسرار اعجازية وان ما يشكل إضافة غير مستساغة أو مقبولة لعقل الناقد قد يكون يمثل قمة الإبداع قد لا يفهمها الناقد المعاصر أو الناقد الذي يعمل عقله بوتيرة اقل من عقل المبدع...لذلك أقول إن سلطة الناقد في إصدار الأحكام على الأعمال الإبداعية يجب أن تتوقف...لان مخاطر أن يكون الناقد في نقده يمارس عملة قتل للسمة الإبداعية تصبح واردة بل هي الغالبة.



إن دور النقد يجب أن ينحصر في محاولة فكفكة أسرار العمل الإبداعي وكشف الجوانب الاعجازية والجمالية فيه والتي تتفلت من عقل المبدع الخارق في قوته أثناء العملية الإبداعية والتي غالبا لا يدركها المبدع نفسه. و دور الناقد كمثل دور المنقب في منجم أو الغطاس الباحث عن اللآليء في قعر المحيط.



ويجب أن لا يمتلك احد السلطة على رفض مخرجات عقل مبدع مهما بدت هزيلة أو مختلفة أو معقدة أو جديدة في شكلها ومضمونها أو لأنها ضد السائد والمألوف أو لأنها ضد قوانين ومدارس نقدية تم وضعها من منطلقات فكرية أو فلسفية أو نفسية أو انطباعات شخصية....فالعملية الإبداعية تظل عصية لان مصدرها قوة خارقة هي العقل بقوته اللامحدودة.



ولا شك أن تاريخ الحركة الإبداعية، في مختلف المجالات، مليء بما يشير إلى أعمال تعرض لها النقاد بالرفض وحتى محاولة الوأد ومن ثم ظهرت ملامحها العبقرية في أجيال لاحقة...وقد تم فعلا إحراق إبداعات وأجساد مبدعين عبر التاريخ لعجز المعاصرين من إدراك عمق وعبقرية ما كان يطرح ليعود العالم ليستدرك ويعبر عن أسفه ويقدم الأوسمة كما حدث مع جاليليو مثلا وسقراط وغيرهم الكثير..



إذا فليتوقف وأد الأعمال والعقول الإبداعية فورا!!!!




ملاحظة : هذا هو محور نظريتي في مجال النقد والذي سيأتي ضمن سلسلة أوراق ساخنة بعنوان" الغرض من النقد- نظرة مغايرة" والذي اعمل على إعداده هنا.