عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2010, 08:36 AM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
5



كونفوشيوس


نشأة المؤسس:
يتحدر كونفوشيوس من أسرة أرستقراطية أحاطت بولادته أوهام وأفكار خيالية، تتناقلها القصص في التراث الصيني، منها أن الأشباحأبلغت أمه الشابة مولده غير الشرعي، وكيف كانت الأرواح الإناثتعطر لها الهواء وهي تلده في أحد الكهوف.




عاش كونفوشيوس يتيماً، توفي والده وهوابن ثلاث سنوات، وقد مالَ إلى دراسة الفلسفة مع اشتغاله بأعمال بسيطة.


تلقى علومه الفلسفية على يدي أستاذه الفيلسوف "لوتس" صاحب النحلة الطاوية، حيث إنه يدعوإلى القناعة والتسامح المطلق، ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعياً إلى مقابلةالسيئة بمثلها وذلك إحقاقاً للعدل.



كونفوشيوس هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يضمنه كلالأفكار الصينية عن السلوك الإجتماعي والأخلاقي. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقيةالشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى. وقد ظلت هذهالأفكار تتحكم في سلوك الناس أكثر من ألف عام. ويلقب بنبي الصين. ولد كونفوشيوس سنة۵۵۱ق.م. في ولاية لوفي شمالي الصين.مات أبوه وهو طفل... فعاش مع أمه في فقر شديد.



وعندما كبر عمل موظفاً في الحكومة. ثم اعتزل العمل الحكومي وبعدها أمضى ستة عشر عاماً من عمره يعظ الناس متنقلاً من مدينة إلى مدينة.



وقد التف حوله عدد كبير من الناس، ولما بلغ الخمسين من عمره عاد إلى العمل في الحكومة. ولكن استطاع بعض الحاقدين عليه أن يطردوه من الحكومة، فترك لهم البلاد كلها. وأمضى بعد ذلك ثلاثة عشر عاماً مبشراً متجولاً.


ثم عاد ليقيم في بلدته خمس سنوات الأخيرة منعمره. وتوفى سنة479 ق.م.



وكثيراً ما وصف كونفوشيوس بأنه أحد مؤسسي الديانات، وهذاتعبير غير دقيق إن لم يكن خاطئاً فمذهبه ليس ديناً. فهولا يتحدث عن إله أوالسماوات. وإنما مذهبه هو طريقة في الحياة الخاصة والسلوك الإجتماعي والسلوك السياسي.


ومذهبه يقوم على الحب - حب الناس وحسن معاملتهم والرقة في الحديث والأدبفي الخطاب. ونظافة اليد واللسان. وأيضاً يقوم مذهبه على احترام الأكبر سناً والأكبر مقاماً، وعلى تقديس الأسرة وعلى طاعة الصغير للكبير وطاعة المرأة لزوجها. ولكنه في نفس الوقت يكره الطغيان والإستبداد. وهو يؤمن بأن الحكومة إنما أنشئت لخدمة الشعب وليس العكس. وأن الحاكم يجب أن يكون عنده قيم أخلاقية ومثل عليا.



ومن الحكم التي اتخذها كونفوشيوس قاعدة لسلوكه تلك الحكمة القديمة التي تقول: «أحب لغيرك ما تحبه لنفسك».



وكان كونفوشيوس محافظاً في نظرته إلى الحياة فهو يرى أن العصر الذهبي للإنسانية كان وراءها - أي كان في الماضي. وهو لذلك كان يحن إلى الماضي ويدعو الناسإلى الحياة فيه.. ولكن الحكام على زمانه لم يكونوا من رأيه ولذلك لقى بعض المعارضة.


وقد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته ببضع مئات من السنين، عندما ولي الصين ملوكأ حرقوا كتبه وحرموا تعاليمه.. ورأوا فيها نكسة مستمرة. لأن الشعوب يجب أن تنظرأمامها. بينما هو يدعو الناس إلى النظر إلى الوراء.. ولكن ما لبثت تعاليم كونفوشيوس أن عادت أقوى مما كانت وانتشر تلاميذه وكهنته في كل مكان.. واستمرت فلسفة كونفوشيوس تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً - أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد.



أما إيمان أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود إلى سببين: أولا أنه كان صادقاً مخلصاً. لا شك في ذلك. ثانياً أنه شخص معقول ومعتدلوعملي. وهذا يتفق تماماً مع المزاج الصيني. بل هذا هو السبب الأكبر في انتشارفلسفته في الصين. وهو بذلك كان قريباً منهم. فلم يطلب إليهم أن يغيروا حياتهم أويثوروا عليها. وإنما هوأكد لهم كل ما يؤمنون به فوجدوا أنفسهم في تعاليمه. ولذلك ظلت فلسفة كونفوشيوس صينية. ولم تتجاوزها إلا إلى اليابان وكوريا.. ولكن هذه الفلسفة قد انحسرت تماماً عن الصين. بعد أن تحولت إلى الشيوعية واتجهت الصين إلى المستقبل وانتزعت نفسها من هذه الديانة وذلك بالبعد عن الماضي ومسالمة الناس فيالداخل والخارج. ولكن تظل فلسفة كونفوشيوس هي التي حققت سلاماً وأمناً داخلياً أكثرمن عشرين قرناً للصين. وقد فشلت الكونفوشية أن تترك أثراً يذكر خارجالصين.




يتبع ،،