عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2020, 05:42 AM
المشاركة 6
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: فصل من تجاعيد الرمل
دَعيني أعترفُ لكِ شاعرتي أنني أردتُ من هذا الاقتباس
قَطفَ عناقيدِ انزياحاتِكِ التي غَدتْ علاماتٍ مُضيئةً في بساتينِ شعرِك
ولكنني وقد ارتبطتُ بكل كلمةٍ في هذا النبض حدَّ الوجع.. لم أقوَ على المَحوِ
فلوّنتُ الانزياحاتِ بهذا اللون وتركتُ الجوهرةَ دونَ مساس

" 1 "
غدًا ..
سوفَ تفتحُ لي شُرفة للّقاء..
غدًا سوف تقطفُ لي زهرةً .. فاهدِنيها!
أهدِنيها/ همزةُ قطعٍ وفي الحالتين: الوزن سليم...
ولكنني أفضل النبضةَ الأولى كما بَرَقتْ من نافِذةِ الوحي الأولى في جُملةِ (فاهدِنيها)
-نعم هي جملةٌ مُكثَّفةٌ تنطوي على فعلٍ وفاعلٍ ومفعول به- فَلِمَ التفضيل؟
لأن الفاء هنا لم تُسفِر عن التتابع فقط؛ وإنما عمَّا حُمِّلَتْ بهِ الجملةُ مِن شجنْ.
عمَّا يمكن أن نسميه التشبث!
باللقاء/بالزهرة الرمز/بِمردودِ إهدائها/بِمَن أهداها/بالخوفِ من فقدِ حُبه/باللهفةِ البادية/
بدفقةِ شوقٍ مُوجِعةٍ لكل قلبٍ مُرهفٍ تَذوَّقَ ما انطوت عليهِ مِن أنينٍ ورجاء

غدا .. سوفَ يأتي ..
وتغلق شمسُ المغيبِ فمَ الأفْقِ
أعدو إلى منزلي في انتظارِ المساءْ

" 2 "
هو البحرُ - ثانيةً - يرفضُ (الإنتظارَ)
(تسمحُ الضرورةُ لأجل الوزن بقلبِ الوصلِ قطعًا وأحيانًا نضعُ كسرةً عِوضًا عنها)
يفرقُ ما بين شطينِ
يُملي علينا فنونَ السفرْ..
أمدُّ يديْ للبعيد البعيدِ
وأقطف شمساً
أضيءُ بها غرفتي المظلمةْ
وبين الحقائبِ أجثو على وِحدتي
(وَحدتي) بفتح الواو
لأعِدَّ (أُعِدُّ) الحقائبَ حتى طلوعِ النهار
لأعِدَّ/ اللام زائدة على فعولن فلتكن بدونِها ويبقى الفعلُ مرفوعًا مع الاستغناء عنها
" 3 "
هو الموجُ ..
يقطعُ تلك المسافةَ بين الشواطئِ
يرسُمُ دائرةً باتساع انتظاريَ
ألْقي إليه ببعضِ القصائدِ
يغفو ..
فأسلِمُ للشطِّ أفكاريَ العارية

" 4 "
هي امرأةٌ من زمانِ البراءةِ
تقرأ لي في كتابِ المطالعةِ
- البحرُ لا يذكرُ الآن شيئا -
و يعرفنا رجلاً و امرأة....
فأنكر كلَ البحور / الشواطئ..
أمشِّط رملا .. تجعّدَ فوق الحكايا
و بين يديْ زهرةٌ تُحتَضَرْ
كما اتفقنا من قبل: يتعين ذِكرُ عنصرٍ آخر لتتوسطهما (بين):
وبين يدِي (وانتظارِ غَدِي) زهرةٌ تُحتَضَرْ

ثُمَّ أُثني على زهرةٍ بدأتِ بها وصاحبَتكِ حتى نهايةِ القصيدة،
ولا أظنها إلّا رمزًا للشاعرة التي نزفَتْ هذه السطور ذاتَ ضدّينِ: ألمٍ وأمل،
هذه الزهرةُ الرمز: ربطتِ البدايةَ بالنهاية - وإن غدت تُعاني الاحتضار -
إلَّا أنّ هذا الربطَ عادةً ما يَزيد تماسُكَ البنيان، فيُضيفُ إلى رصيدِ البلاغة.
وكم كانت لافتةً مواضِعُ التدويرِ وهي توثِّقُ عُرى الارتباطِ داخل النص.
وقد علا صوتُ الحِوار؛
حتى ترامى إلى مسمعي، فتلقّيتُهُ دهشةً وألمًا واقتسامًا للوجع
فما كان لِيُوهنَهُ تكرارُ القراءة، وحسبُ الشعرِ كلُّ هذا الجمال.
دُمتِ مُبدِعةً لها صوتٌ رقيقٌ شديدُ التميّز في كل مجال.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة