الموضوع: وهذا اختياري
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3014
 
السيد علوان
من آل منابر ثقافية

السيد علوان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
8

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jan 2015

الاقامة

رقم العضوية
13521
01-19-2015, 09:01 AM
المشاركة 1
01-19-2015, 09:01 AM
المشاركة 1
Post وهذا اختياري
أعزائي الكرام يشرفني استقبال آرائكم وتعليقاتكم التي هي بالفعل وقود لأفكاري

هذا اختياري (قصة قصيرة )

جلست أنتظرها بقلب قد فاضت مشاعر الحب فيه حتى غمرت الكون من حولي ، وعين ترفض النظر إلى غير عينيها الجميلتين ، الوقت بدونها يمر علي كعجوز يصعد جبلاً ، وعندما أكون في رحاب أغصانها يمر كأنه البرق الخاطف ، لم يشفي غليلي سوى أنني بعد طول انتظاري سأفوز ولو بنظرة واحدة لملكة جمال عالمي ، وساحرة فؤادي .
أجهز كلماتي المتناثرة لأجمعها في عقد من اللؤلؤ أجعله على صدرها ، كلما أردت الانتهاء منه انفرط من جديد ، أعود للألملم ما تبعثر مني وأجمع جواهر كلماتي التي سرعان ما تختفي كلها مع أول وهلة من لقائها ، عيني تحدق ، قلبي يراقب ، عقلي يتابع ، أشعر بدفئها يجري في عروقي وتزداد حرارته كلما اقترب اللقاء ، رأيتها من بعيد فعرفتها بنور النهار الذي يصاحب خطواتها نحوي ، وعبير الزهور الذي تطايره الرياح حيث تكون .
وأخيراً كان اللقاء ، أنظر إليها وقد أصبحت كالتمثال الذي قد توقف عن الحركة ، نظراتها لي ليست كالعادة ، أشعر فيها بوردة قد زبلت ، الحزن رمى شباكه عليها ، وأنا حائر بين أشواقي التي ارتفعت أمواجها وغرقت فيها ، وبين خوفي عليها ، أسأل ولا تجيب ، أقول لها لعلي أطبطب على قلبها : حبيبتي لو جُمعت كل الكلمات أبداً ما وفَّت مشاعري الجارفة ، ولو جُمعت كل الآهاات وأنتي حزينة أبداً ما وُصفت أحزاني القاتلة ، فأنتي الحب وأنتي لي معاني العشق الخاااالدة ، ولكن مازال الصمت يفرض نفسه على حالتها التي لم أتعود عليها أبداً .
وبعد إلحاحي المغلف بلوعة حبي وخوفي عليها نطقت ..... نعم نطقت ولكن خرج كلامها كالسهم الذي أصاب سويداء قلبي ، كالسيف الذي شق رأسي ، قالت : لك الاختيار ، بين موت وموت ، بين موتي بالفراق ولوعة البعاد ، وبين موتي بعذاب الضمير وفقدان الاحترام لنفسي ، قالت : لك الاختيار بيني وبين أبنائك الصغار !!!!!! فقد حسمت أمري ألا أعيش أبداً معهم .
صدمة فقدت فيها كل الأحاسيس ، وشعرت أنني أطير بلا جناح في مهب الريح ، هي تعرف جيداً أن لي طفلين هم لي العين التي أرى بها ، هي تعرف أنني لم أنسَ بعد ألم فقداني لأمهم التي ماتت بحادث قد اختطفها من بين أولادها ، وتركنا في الدنيا بلا سقف يظللنا بحبها وحنانها .
أقول لنفسي هي تعرف أنها كانت لي الدواء الشافي من أزمتي هذه ، بعدما أظلتني بحبها ، وجعلتني أنسج خيوط الأمل في قلب يضمني أنا وأولادي من جديد ، ولكن هي الآن تعلن أن هذا الخيط هو أضعف من خيوط العنكبوت .
جادلتها ، ناقشتها ، حاورتها ، الكلامات تتسابق حتى تؤكد لها أنني أريدهما معاً ، ودمعات عيني تتساقط أمامها كأوراق الشجر الجاف الذي هزته الرياح العتية ، ولكن لم يشفع هذا كله عندها ، والسؤال الذي أكاد منه أن أموت ، ولما جعلتيني أحبك ؟ لما جعلتيني أسبح في أحلامي وأنا معكي ؟ لما ولما ولما ؟ فأنا لم أحجب عنكي شئياً من حياتي ، كنت كتاباً مفتوحاً تقلبين صفحاتي كما تحبي ، وبعد أن تمكنتي مني ، وأصبحت بين يديكي كعصفور كسر جناحه ولا يستطيع أن يترككي ويطير ، ما هذا القلب الأصم الذي أراه اليوم ، لماذا لا تسمعيني بقلبك ، أين رقتكي وعطفك ، ما هذه القسوة المريرة المغلفة بجبال الثلج .
وهنا قاومت نفسي وهدأت من روعي ، ثم أعلنت عن اختياري ، حبيبتي حقاً أنا أحببتكي حباً قد غمر كل فؤادي ، حقاً أنتي أصبحتي لي الهواء الذي أتنفسه في حياتي ، ولكن آسف حبيبتي فإن هناك جزء آخر مني لا أستطيع العيش بدونه ، أنا لست أنانياً حتى أتخلى عن دوري مع أولاد إن كانوا هم لي جزء مهم من الحياة فأنا لهم كل الحياة ، لذا أعلنها لكي ، سأطعن قلبي بخنجر فراقك ، وسأعيش بلا حب ، سأنزع حبكي من صدري وأكتب عليه لا للظلم والأنانية ، سأختار أولادي وأكون أباً خير من أن أختار حبي ويعيشون أيتاماً في حياتي .
وليكن هذا اختياري

بقلم سيد علوان