عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2012, 04:30 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مالـك بـن أنس
95 - 179هـ

هو إمام دار الهجرة، مالك بن أنس الأصبحي الحميدي أبو عبد الله، أحد أئمّة أهل السنّة الأربعة، وإليه تُنسَب المالكية. ينتمي أصله إلى أسرةٍ يمنيّةٍ، تحوّلت إلى الحجاز في زمن جد مالك.

وُلِدَ في شمالي المدينة المنوّرة في العشرة الأخيرة من القرن الأوّل الهجري. حَفِظَ القرآن الكريم وبعضُ السُّنّة النّبوية قبل بلوغه السّنوات العشر. ثم التحق بمسجد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بُغية تلقّي العلم حيث كان المسجد أشبه بالجامعة التي تُلقِّن العلوم كافةً. فعند كل سارية في المسجد، يربض شيخ أو عالم ينشر علماً معينًا. واختار مالك حلقة "ربيعة الرأي" الذي كان آنذاك فقيهًا، يجتهد رأيه لإستنباط الحكم عندما لا يجده في نصّ. كان أكثر العلماء دعوةً للإجتهاد والأخذ بالرأي حتى سُمّي "ربيعة الرأي". فكان الإمام مالك يجلس في حلقته ـ وهو غلام ـ فيدوّن ما يرويه "ربيعة" من مسائل صعبة الحفظ تحتاج إلى عقلٍ ناضجٍ؛ وكان ينتقل كثيراً بين الحلقات الأخرى لينهل من علوم أصحابها.
توفّي والده ومالك متفرغ لطلب العلم. فوجد نفسه مضّطراً إلى إعالة زوجته وابنته، وكانت له تجارةٌ ورثها عن والده بأربعمئة دينار، ولكنه من شدة حرصه على تحصيل العلم، نُفِقَت تلك الأموال واضّطر إلى العمل ببيع الخشب من سقف بيته ليعيل أسرته ونفسه. فبدأ يطالب الحُكّام بتمكين أهل العلم من التّفرغ للبحث والمعرفة، وأن يؤمّنوا لهم رواتب تكفل لهم الحياة الكريمة. وصادَقَ في تلك الفترة طالبًا شاباً من أهل مصر، هو اللّيث بن سعد. وقد كان يزور المدينة ويتردّد إلى حلقات الفقهاء في المسجد النّبوي أثناء حجّه بين عامٍ وآخر. فأُعجِبَ كلّ من مالك واللّيث بذكاء صاحبه وعلمه ، ونشأت بينهما علاقة ودٍّ واحترامٍ متبادلين. ولاحظ اللّيث أناقة الإمام مالك رغم فقره وحاجته، فمنح صاحبه مالاً كثيراً واستحلفه بقبوله.