الموضوع: شرك الموساد ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 10:53 PM
المشاركة 56
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
// الحـــل الأمثل //



وبدا كطفل فرح بلعبة جديدة في سعادته الغامرة هذه
عندما وقع نظره على (أسماء) وهي تدخل حجرة مكتبه برفقة اثنين من معاونيه ,
وعندما أشار إلى رفاقه بالانصراف , التفت إلى (أسماء) بعد أن أغلق باب الحجرة قائلا:
- أهلا بالأمورة , أهلا بالجميلة (أسماء)
نظرت (أسماء) في عيني (جان) نظرة تحدي قبل أن تقول بحزم:
أ- ماذا تريد مني ؟
ج- أريد أن أعرف سبب المظاهرة التي حصلت في المدرسة , وأعمال الشغب والفوضى
أ- أنا لا دخل لي في كل ما حدث , وتستطيع أن تسأل اللواتي يقمن بهذه الأعمال
ج- لقد جاءتني إخبارية عنك !
أ- هذا الكلام ليس له أساس من الصحة
ج- وهل يكرهك الناس ؟
أ- لا يكرهونني , ولكن العملاء والمدسوسين لا ينامون , ولا يدعون أحداً ينام
ج- لقد جاءتني عدة تقارير تفيد بأنك على رأس المتظاهرات
أ- أحضر الشهود والأدلة !ٍ
ج- بعد قليل سأحضرها لك يا أمورة
أ- لا تحاول معي بمثل هذا الكلام التافه
ح- هل تحبين يا شاطرة ؟
أ- هذا كلام أتفه مما سبقه .. ماذا تقصد؟
ج- ألا تحبين أحداً؟
أ- لا أحب سوى عائلتي
ج- والناس؟
أ- ما هذه الأسئلة ..من هم الناس ؟
ج- الذين حولك ؟
أ- أحب كل الناس الطيبين وأنا لا أكره إلا الظالمين
ج- ألا تحبين شباباً؟
أ- لا أحب أحداً
ج- لماذا ؟
أ- لأني أدرس ولا أهتم إلا بدروسي فقط
ج بسخرية - والمظاهرات؟
أ- قلت لك أنني لا أهتم لهذه الأعمال
ج- والناس الذين قالوا عنك ؟
أ- كذابون ودجالون , أحضرهم حتى يواجهونني
ج- هاهم عندي في درج المكتب
نظرت (أسماء) إلى يد (جان) وهي تتجه جهة الجارور غير متفهمة لما يقصد بعبارته الأخيرة .
أخرج (جان) الصور وقال لـ(أسماء):
ج- أنظري لهؤلاء الناس ..حملقت(أسماء) في الصور ,
وسرعان ما أخذت ترتجف وتصرخ وتشتم إلى أن أغمي عليها .

رآها (جان) بهذا الوضع فقام وخرج من مكتبه , حيث كان (مازن) ينتظر في المكتب المجاور ,
فنادى عليه , وطلب منه أن يذهب إلى (أسماء) ويوقظها .
ذهب إليها (مازن) , وتناول كأساً من الماء البارد , وسكبه على وجه(أسماء) ,
وبعد لحظة أفاقت (أسماء ) من غيبوبتها , فقال لها (مازن) بكل وقاحة :

- ما الذي حدث يا (أسماء)؟
انهضي هذا قدرنا, وعلينا أن نتقبله, وأنا لا ذنب لي ,
فقد أجبرت على عمل ذلك, وصورتي هذه كانت خدعة ,
فكما أنك لا تعلمين بهذا أنا أيضا لا أعلم , ولكن إياك والفضيحة ,
فهذا مستقبلنا ولن ترحمنا المخابرات, وأرجوك يا(أسماء) أن تنفذي ما يطلب منك .
وما إن أنهى كلامه , حتى وقفت (أسماء) على قدميها , وخلعت حذائها ,
وبدون وعي بدأت تضرب (مازن) على وجهه ورأسه , وتصرخ به ,
ورغم حجم (مازن) الذي يبلغ ضعف حجم (أسماء) ,
إلا أنه بدا كالطفل الصغير وهو يصيح على (جان) .

أسرع (جان) من مكتبه المجاور , وهي ما زالت تضرب (مازن) وتصرخ:
- ستعرف من هي (أسماء) أيها الحقير , أيها الجبان , أيها الخائن ,
وسيأتيك اليوم الذي ...............
سحبها (جان) من يدها , وبحركة تمثيلية صرخ:
- ما هذه الوقاحة؟ , كيف تضربين حبيبك ؟عادت (أسماء) تصرخ:
- إنكم أنتم الوقحون , أيها الجبناء, أيها المنحطون , ولسوف أفضحكم أنا .
بدت على (جان) علامات العصبية والانفعال وهو يقول:
- وهل تعتقدين يا شطورة أنك وحدك من وقعتي في هذا الأمر ؟
لا ... فأنتن كثيرات ... أنظري لهذه المجموعات من الصور , فمعظمهن من معارفك.

انهارت (أسماء) على أقرب مقعد بجانبها قائلة بنبرة انكسار:
- وما ذنبي أنا ... أنا لا دخل لي في الموضوع , إنه شرفي , وكرامتي , وكرامة أهلي .
بدت على (جان) علامات الظفر والانكسار معاً وهو يقول بلهجة مهدئة :
- لا تخافي يا شطورة , سيكون شرفك محفوظاً عندنا, وهذه الصور سنحرقها في حال موافقتك على ما نطلب .
قالت (أسماء) بلهجة سخرية :
أ- شرفي سيكون محفوظاً عندكم . . . .أين؟ في درج مكتبك ؟ !!
لم يبدو على (جان) أنه سمعها , فغمغمت في لهجة أقرب إلى البكاء :
أ- وماذا تريد مني أن أفعل؟
ج- أن تتعاوني معنا وتخبرينا من هن المتظاهرات انتفضت (أسماء) وأخذت تبكي وتصرخ :
أ- أنا .....أنا ....؟؟؟!!!
ج- نعم أنت , وإلا أفتضح أمرك أمام الناس والأهل جفت دموع (أسماء) بغتة , وقالت بصرامة:
أ- إفعل ما تشاء , فأنا لا أخافك
ج- ألا تخافي الأهل وشرف العائلة ؟ .. انظري جيدا لهذه الصور الفاضحة ,
فكيف إذا ما نشرتها في الصحف والمجلات ؟نظرت(أسماء) لـ(مازن) ثانية قبل أن تهاجمه بغتة ,
وبدأت تضربه مرة أخرى بالحذاء على وجهه قائلة :
- أيها الحيوان ... عديم الشرف والأخلاق .
قام (جان) إليها مسرعاً وأقعدها بصعوبة قائلاً :
- اجلسي , فهو ضحية مثلك , لكنه وافق على مساعدتنا , لأن لا حول له ولا قوة ,
فهذا الأمر ليس بيده .
مسح (مازن) خيطاً من الدم نزل من فمه , ونظر تجاه (أسماء) التي قالت بصرامة :
- أنا لا أوافق !! وأرفض العمل معكم , افعلوا ما تشاءون قال (جان) بغيظ:
- اذهبي وفكري بالأمر , ثم عودي غداً ... وأخبري (مازن ) على ما تقررين.

لم تنبس(أسماء) ببنت شفة عندما خرجت من المكتب , وهي لا تكاد ترى شيئا أمامها ,
مهدودة القوى , شاردة النظرات , غائبة عن الوجود , لا تحس بمن حولها أو ما حولها ,
توقفت عن السير للحظة كأنها وجدت الحل

مرت بطريقها بصيدلية فاشترت منها كمية من المواد السامة
وواصلت إلى بيتها , وذهبت مسرعة إلى غرفتها , وأغلقت بابها بإحكام , واستلقت على سريرها , وأجهشت بالبكاء , واستمرّ بكاؤها ساعة تلحق بساعة ...
اعتدلت فجأة , وقامت إلى حقيبتها المدرسية ودموعها تغمي عينيها .
تناولت ورقة وقلم وكتبت:
وداعا أيها الشعب وداعا أيها الأهل وداعا أيها الأحبة . . .
ومن ثم كتبت ما حدث معها بالضبط وبالتفصيل ,
ووضعت الورقة على صدرها , وتناولت جرعة كبيرة من المادة السامة ..
و. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فارقت الروح مسكنها الآمن وفارقت الحياة .

فإلى جنة الخلد يا
(أسماء)
يا شهيدة الأرض والوطن يا شهيدة الإخلاص والوفاء يا شهيدة الشرف والإباء
وتأكدي أن الله تمهل ولا تهمل



... يتبع
تحية ... ناريمان