الموضوع: لم يأتِ أحد ..~
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2012, 07:28 PM
المشاركة 12
حامد الشريف
كاتب وناقد سعـودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المطر غزير
الشوارع
مبلله
المارة مسرعون
أحدهم
اختبأ
تحت عريشة قصب
وآخر
ضم ولده اليه تحت المظله
امرأة عجوز تسابق الزمن
تركض
كمشية طفل في أول مشيه
خوفا من المطر
الناس
يسابقون المطر
يخافون البلل
(الا أنا)
وقفت على
زاوية الرصيف
يبللني المطر..انتظرت... ثواني..دقائق...ساعات...ملني المطر...
ولم أمل أنا الإنتظار...
ضجرت من عيناي عقارب الساعه...
ولم أضجر من الإنتظار...
.
.
.
لكن ببساطه لم يأت أحد..!!

وبللني المطر..



أختي الكريمة صفاء
عودة لاستجلاء مكامن القوة ومواطن الجمال في هذا النص الذي أستوقفني كماهي باقي نصوصك وها أنا ذا أعود لأترك لقلمي أن يبحر في ثناياه .
لو كان انتظارك والشمس مشرقة والسماء صحو والرياح ساكنة ما كان لهذا الانتظار أي قيمة شعرية وما كان للمشاعر أن تشتعل أوداجها وتتأجج نارها .
لكنك أخترت بصفائك وبذائقتك الشعرية أن تنقلينا قصراً إلى ذلك الشارع الذي أضيئت مصابيحه في هج النهار لقد عشته لحظات ؛ رأيت فيها السماء تلبدت بغيوم سوداء أحالت النهار إلى عتمة ليل والأمطار أنسكب شلالها فأحالت الشوارع أنهار ، الخوف يطوق المكان ، الكل يحاول الاحتماء من سياط برق ورعد يتوعد الجميع بالفناء ، كلهم أنشغلوا بالبحث عن حائط يحتمون به ، بعضهم جبن فقرر الفرار ، في أوج غضبت السماء بقيت هي واقفة غير أبهة بكل ذلك الضجيج ، أستوقفها لحظة شوق للقيا حبيب أطال الغياب .
يا لا روعت هذا القلم الذي أجاد وصف حالت شوق لم يقوى على إسكاتها من أرعب كل الخلائق وهجَر الأوطان .
أختي صفاء لي همسة في أذنك (( روعة هذه النصوص أخشى أن يبددها عطاؤك بكل هذا السخاء ففي مجال الأدب أن توصم بالبخل خير لك ألف مرة من إلحاقك بركب الكرماء ))
كل الشكر لقلمك الذي يقطر إبداعاً
تحياتي ... حامد الشريف

صفحتي على تويتر
H_motafael@