عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2018, 12:24 AM
المشاركة 282
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي دوائر حمراء ..
دوائر حمراء . ( لامرأة احترفت العشق

(1)



على ناصية مظلمة كان ذاك اللقاء . رأيتك من بعيد في زاوية المقهى الكائن في الحي الفقير من البلدة . تلتحفين ذاتك في محاولة يائسة لستر ما تعوي عليه ذئاب الليل . صارت تحوم حول فريستها تتقافز من هنا و هناك تنتظر لحظة السقوط لتراقصك تلك الرقصة الدامية بلا هوادة و بكل جوع .
اتابعك من بعيد و انت تغازلين أقواهم بلثم شفتك كأنما البرد يأكل من أطرافك فتشتعل دواخلك صراخا مجنونا بلا هوادة يزداد بريق عينك تجاهه ترسلين له ما تملكين من الحروف الصامته علّه يفهم النداء . لكن لا صدى يأتي . يقف مكتوف الحركات . و كأن ذئبك المفتون قد تم قيده .
تتلفتين حولك في هدوء لكن الخفوت كان أكثر ظلمة . ترمين بآخر محاولاتك لتدفئة المكان فتسقطين من يدك منديلا أحمر . و تهمين بمد يدك إليه . متوجسة في حالة انتظار ليد تسبق .
أطلقت ضحكة ماجنة وناديت النادل في هدوء . أسررته اقصوصه من ورقة كانت مرمية على الأرض سطرت فيها رقم هاتف و ابتعدت بعد أن أخبرته أن السبايا لا تملك أي شيء . برزت أنيابه الجائعة أكثر لكن ابتسامتي كانت أشدّ تراجع و لم يدر عيناه من عيني وهو يقول عذرا قد خضعت . تواريت و انتظرت كيف سيشق هذا المذؤوب طريقه بين الجياع لكنه في هدوء قد وصل حيث أنت . لم تمر إلا لحظة ثم سطع الهاتف بالرد .
اصطحبتك حيث نبتاع طوق الخضوع و في يدي تشبكت أصابعك باستسلام و ابتسامة مني قد اعطيت . طوقتِ نفسك بالخضوع و أمام أقدامي نقشت الاسم . قضينا الوقت ذهب البرد ضاعت تفاصيله في التفاصيل المجنونه حتى ارتويت . و بعدها أطلقت سراحك لمكانك الدائم بعد أن تلقيتِ درسك الأول .
2)
في نفس الوقت . في أقسى أيام البرد . على ناصية مظلمة لمحتك فجلست أراقب تنفيذ التلميذ لما تعلمه من أساليب الاخضاع و الترويض لكل ذئب رأيته بين يديك خاضع يستحم من خطايا حياته في عطرك المعروف لي . ترتوي به كافة تفاصيله العارية يغرق نفسه في العطر أكثر و اكثر و تسألين لم تزداد في الغرق يقول . مللت رائحة الضباع و لعطر النساء الأسود خضعت . فابتسمت
اما سألك كيف تكوّن هذا العطر !! أما يعرف أنه اندماج مجنون في ساعة ذروة للفح الشمس من أغسطس الأحمر . لأمطار العرق المحمومة ع وقت قيظ البركان الهادر . وقت صريخ المطر . وقت الفيض .
مشيت في هدوء و بجانب الكرسي رميت أقصوصه بالية من ورق كتبت فيها . ينبوع عطرك على وشك الانتهاء . فكوني حريصة يا أنتِ . فأقصوصتك الخائفة القديمة سيفنيها البرد .


ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب