عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2012, 02:07 AM
المشاركة 25
عبد الغفار الدروبي الحفيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
حمص التاريخ والبطولة
--------------
حـمص سـلكت سـبيل السادة الأول ... الـرافـعـين لـــواء الــصـدق فـــي الأزلِ
الـمـقـتـدين بـخـيـر الــرسْـلِ أحـمـدنـا ... الآخــذيــن بـنـهـج الــحـق لـــم يــحـلِ
الـمـنـصـتـين إلــيــه حــيــن يــأمـرهـم ... الـنـاظـرين الـسـنـا بـالأعـيـن الـنُّـجُـلِ
فــعـامـر مــثــلٌ فــــي الــفـقـه نــأثـره ... وهـو الأمـير مـع الإخـلاص في العملِ
وخـالـد سـيـفها الـمسلول مـنجدهم ... فــي الـحـرب نـنـعته بـالـفاتح الـبـطلِ
ولــلـزبـيـديْ لـــســانٌ صــــادقٌ ويــــدٌ ... من قبلِ بعثةِ خيرِ الخلقِ في الرُّسُلِ
لـــم أدر مــا ســره هــل أنــت تـعـرفه ... عـمرو بـن عـبسة بـابٌ بات في جلل
ورابـــع الـمـسـلمين الـشـاهدين بــه ... لــديـن حـــقٍ فــكـان الـضـرب بـالـمثل
فـيـها اسـتـقر كـمـا الـعـرياض سـارية ... هــنــا بــنــو جــعـفـر الـطـيـار فـامـتـثل
هـنا الـصحابةُ مـرُّوا فـامشَ مُـحتسِباً ... كـما الـمعريُّ قـبلي قـالَ : فـي مَهَلِ
بــعـدَ الـبـقـيعِ هــنـا كــانـتْ مـنـازلُهمْ ... أكـــرمْ بــهـا روضــةً مــن أكــرمِ الـنُّـزلِ
هــنــا الـصـحـابـة والــخـلان مـنـزلـهم ... أهـــل الـمـحبة إن أحـبـبت لــم تـمـل
طـابـتْ لـهـمْ عـيـشةً مـبرورةً وجـنىً ... وطــيَّــبـوا أهــلَــهَـا بــالـديـنِ والــمُـثُـلِ
عـيـن الإصـابـة سـفـر فــي صـحابتها ... هـم الـشموس أنـارت حـالك الطَّفل
قـد كـنت يـا حمص في التاريخ غالية ... تـفوح طـيبا ومـسكا في ضحى الأزل
وابــن الـعـساكر قـد جـلى مـحاسنها ... كـمـا ،تـجـلى عــروس داخــل الـحلل
والــبــحـتـري الــــــذي دوت روائـــعـــه ... روائـع الـشعر فـي سـهل وفـي جبل
فـيها الـقوافي وديـك الـجنِّ شـاعرها ... لـلـحب مـدرسـة بـانت عـلى الـمقل
لــم يــدرك الـشـعرا مـن قـدر روعـتها ... إلا كـمـا يــدرك الـعطشان مـن وشـلِ
والله نـــورهـــا بــالــحـسـن ســـورهــا ... بـالـمسك عـطـرها فـاحـت ولــم تـزلِ
قـــد ضـارعـت نـهَـرا بـالـماء مـنـبجسٌ ... صـفت مـنابعه فـي الـذوق كـالعسلِ
عـرِّجْ عـلى الـرَّبعِ وانْـدُبْ طفلةً تركتْ ... أيــدي الـطُّـغاةِ لـها عُـمْراً مـن الـوَجَلِ
فــفــرَّقـوا أهــلــهـا لا لُــــمَّ شَـمْـلَـهُـمُ ... ولا هـداهُمْ إلى المُنْجي من السُّبُلِ
وقـــلْ لأهـلـكَ تـاهـتْ دونـهـا طُـرقـي ... وقــلْ لـربِّـكَ كـنـتُ الـدهرَ فـي شَـغَلِ
سـتـخدعُ الأهــل والـرحـمن يـعلمُ مـا ... يـحـوزُ نَـمـلٌ عـلـى صـمَّـاءَ فــي جَـبَلِ
قـالـوا : لـنـتركَ أنْ نـبكي عـلى طَـلَلٍ ... وأيـنَ مـنِّي سـوى أبـكي عـلى طَلَلِ