عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2014, 04:23 AM
المشاركة 4
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مفهوم الخيال الأدبي:
تحوي هذه الفقرة عن الخيال الأدبي، شرح للخيال العلمي أولا كنمط أدبي مطلوب وقليل الحضور في عالمنا الإبداعي، ثم نتحدث عن الخيال الأدبي، ونعرج على مفهوم الإبداع عموما،
في الخيال متعة إنسانية فطر عليها المرء لجعلها خطه الإبداعي الأول عموما....
وعلينا هنا وفي هذا المقام ,و أولا للتعرف على مفهوم الخيال الأدبي مطالعة تعريفه بعد معرفة مفهوم المصطلح معجميا:
خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة: ظَنَّه، وفي المثل: من يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يظن، وهو من باب ظننت وأَخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر،
وخَيَّل فيه الخير وتَخَيَّله: ظَنَّه وتفرَّسه.
وخَيَّل عليه: شَبَّه.
وأَخالَ الشيءُ: اشتبه. يقال: هذا الأَمر لا يُخِيل على أَحد أَي لا يُشْكِل.
وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل.

تعرف الأستاذة "جميلة محمد المحمد" الخيال العلمي , بأنه مجال أدبي وفني لتجسيد عناصر قد لا تكون في الواقع المعاصر , أو سيلة يتم من خلالها الانتقال في آفاق الزمن على أجنحة التأمل الممزوج بالتطورات والمكتسبات العلمية.
ويعرف الأستاذ "أوس داوود يعقوب أدب الخيال العلمي: نوع من الفن الأدبي يعتمد على الخيال ؛ حيث يخلق المؤلف عالما خياليا أو كونا ذا طبيعة جديدة بالاستعانة بتقنيات أدبية متضمنة فرضيات أو لنظريات علمية فيزيائية أو بيولوجية أو تكنولوجية أو حتى فلسفية.
نجد كم هذين التعريفين متناقضين وينطلقان من محطات مختلفة، ويمكننا القول هنا ، أن الخيال العلمي يصنف من خلال التعريفين ، لخيال علمي واقعي وخيال علمي تخييلي، يتجاوز الواقع لما هو أكثر استحالة، لإرضاء التفكير الإنساني المتجدد غالبا.
وهل المدينة الفاضلة إلا ضربا من خيال لم يتحقق قط في عصر ؟، إلا استثناءات لم تمتد تاريخيا لزمن طويل...
يشير الروائي د. السيد نجم أن هذا الخيال تضرب جذوره من عهد المسعودي ومروج الذهب ومعادن الجوهر، وقصص الاسكندر الذي سعى إلى اكتشاف قاع البحر .القزويني وعوج بن عنفق الذي جاء من كوكب آخر وشرح قضية الحياة على الكواكب الأخرى، والفارابي ومدينته الفاضلة، ويبقى تعبيرا إنسانيا يعبر عن رغبة الإنسان في ارتياد المجهول والبحث عن مغامرات جديدة، لقد كان أول من أطلق هذا المصطلح " هيو غو جيرنسباك huogo gernesback عام1926 في مجلة القصص المدهشة.
ويحظى هذا الخيال بأهمية كبيرة في الدول المتقدمة, فهو يعد بوابة للإيداع والابتكار وعدسة ترسم صورا حية لأفكار ومخترعات متفردة ,وتظهر توقعات مستقبلية مبنية على ملاحظة بعض ظواهر الحياة المختلفة : الطبيعية والإنسانية.
أما أدب الخيال العلمي فهو فرع روائي يتضمن مجموعة من التصورات او الافتراضات العلمية حول المستقبل, ناهيك عن تأملات في حياة أخرى, فتمزج الحقيقة بالخيال عبر قناة الإقناع وقد يبالغ فيه.
يعد أول من دخله في الغرب عالم الفلك يوهانز كيبلر 1634 وروايته " صومنيوم" لكن البداية الحقيقية الناضجة بدأت مع العبقري: جول فيرن (1828-1905) الذي تبنى هذا الون وأعطاه شكلا حديثا ومتقنا بكل معنى الكلمة, وتبدأ مع رواية: " خمسة أسابيع في منطاد.
تعتبر أسطورة "حي بن يقظان" و"ابن طفيل" من أوائل الأدب العلمي في الكتابات العربية, ويعتبر "مصطفى محمود" من أوائل من كتب فيه في العصر الحديث إذن نشر في الستينات من القرن العشرين روايته " العنكبوت" ثم رجل تحت الصفر, لكن نعترف أيضا بقلة رواد هذا الأدب الصعب , والذي يحتاج خيالا جامحا, ويعد الروائي نهاد الشريف وعطائه عبر نصف قرن مبدع كتب فيها عن الأطباق الطائرة والهندسة الوراثية.. الخ.. وقد تنبأ بأن هذا النوع من الادب سوف يكون الأدب الأكثر ذيوعا وانتشارا وشعبية في المستقبل القريب, وتعد روايته : قاهر الزمن تنبؤ بإمكانية تجميد جسد الإنسان لسنوات ثم إحيائه...
وكان الدكتور طالب عمران قد دخل هذا العالم , ومن أعماله: العابرون خلف الشمس, ويعد الدكتور عمران ممن وجهوا إبداعهم الأدبي في الخيال العلمي للأطفال مثل : " كوكب الأحلام" , وظهرت أسماء كثيرة مثل : "عبد السلام البقالي", وفي مصر من الجيل الجديد " صلاح عبد المعطي", أما عن الدراسات فهي قليلة كذلك لكن هناك بعض أسماء مثال: "يوسف الشاروني " وكتابه بعنوان "أدب الخيال العلمي في الأدب العربي المعاصر" والكاتب "محمود قاسم" والذي تناول كتابه مراحل تطور الخيال العلمي, والفروع الأدبية له.
ظهرت أسماء حديثة في عالم الخيال العلمي مثال: الأديب الراحل نزار الزين , وكاتب الأطفال, جيكر خورشيد, ومازلنا بحاجة لكثير من كوادر مثلها ترفد عالم بات ينجذب للخارج رويدا رويدا.
يحيا وينمو الأدب في عالم من الخيال بأنواعه, يحلق ويسافر في دهاليز النفس الإنسانية ويربطها بالعالم الخارجي, يقول "جان روبنسكي" عن الخيال:
إن الخيال الأدبي فرع خاص لملكة نفسية عامة جدا, لا ينفصل نشاطها عن نشاط الشعور, هو اختصاص الفلاسفة وعلماء النفس, أما النظرية الأدبية فقد استعانت في هذا المجال بمفهوم نشأ خارج نطاق الأدب لكنه ينسحب على قطاع واسع من الانتاج الأدبي, ويقول في مكان آخر من كتابه:
إن الأدب ما هو إلا ضرب من ضروب النشاط الخيالي, وما هو سوى قيمة عامة تشرح كيفية استخدام الاشارات اللفظية( المسموعة أو المنظورة)والاستعانة بالتصور الذهني ,ويستعمل كلاهما دون احالة مباشرة إلى الواقع التجريبي بغية الوصول إلى المتعة الجمالية.
يقول رايان الفرنسي عن الخيال:
كثيرا ما يأخذون العبقرية على أنها ثمرة من ثمار الخيال الصرف, مثل هذه الأعمال ينهض بها الكاتب التافه الذي استطاع أن يلم بالذوق الشائع بين الناس ,لكن فولتير ومارمونتيل يريان أن الخيال موهبة ثمينة وأن الإلهام أقصى درجاته.
وإن التخييل ,كما يراه "يوسا" أكذوبة تخفي حقيقة عميقة, إنه الحياة التي لم تكن ,والتي يتوق إليها المرء دون ان يحصل عليها ,لهذا كان عليه اختلاقها .
ولو أردنا تعريف التخييل لوجدناه أنه الخداع باختصار, وكل رواية هي كذبة تحاول التظاهر بانها حقيقة ,أما الدافع للكتابة الروائية فهو التمرد المسالم
أشكر لك أستاذ أيوب قراءتك التفصيلية،وكان علينا أن نخصص مساحة أقل للنشر خاصة أنه موضوع كبير جدا في الأصل.
نشكرك مرة اخرى.