عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2012, 01:54 PM
المشاركة 579
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لقاء مع الأديبة قمر كيلاني:صرخنا كثيراً.. لكن لم نسمع سوى أصداء أصواتنا..؟! حوار: وليد العودة



2006-02-13 08نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة13

أعيش أفكاري وأعيش ما أكتب..‏‏
الجيل الجديد محكوم بالكلام الجميل..‏‏
كلما كان الأديب محلياً شق طريقه نحو العالمية..‏‏
مثقفنا العربي مهدد بأطفاله وكسب عيشه..‏‏
المثقف لا يملك السلاح ولا النفوذ لصد الظلم عن أمته..‏‏
القصة القصيرة يتخاطف تاجها من ليسوا أهلاً لها..‏‏
ليس عندنا نقاد حقيقيون..‏‏
زاويتي الأسبوعية هي دمعة وصرخة ومناجاة..‏‏
أرفض أن يقال هناك أدب نسائي

وأدب رجالي..‏‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏‏
قمر كيلاني.. واحدة من الكاتبات المعروفات على الصعيد العربي.. اللواتي كرسّن للأدب والثقافة معظم وقتهن وجهدهن لعشرات السنين وحملن هموم الأرض والوطن والأمة خلجات راعفة بالحب والحنين.‏‏
من أهم أعمالها الروائية:‏‏
أيام مغربية 1965، وبستان الكرز 1976، والهودج 1980، وطائر النار 1980، والأشباح 1979، وحب وحروب 1981.‏‏
وفي القصة القصيرة:‏‏
عالم بلا حدود 1972، والصيادون والموت 1976، واعترافات امرأة صغيرة 1978، وامرأة من خزف 1980، والمحطة 1988.‏‏
وفي الدراسات والنقد:‏‏
التصوّف الإسلامي 1962، وأسامة بن منقذ 1984 وامرؤ القيس 1986.‏‏
حول تجربتها الأدبية والإبداعية كان معها الحوار التالي:‏‏
* هل نعود معك إلى بداياتك الأدبية؟.‏‏
** بدأت علاقتي بالكتابة منذ سنوات الطفولة وتحديداً منذ الصف السادس الابتدائي عندما كتبت أول قصة وكانت بعنوان "شبحان" وفي المرحلة الثانوية نشرت هذه القصة في مجلة "دنيا المرأة" اللبنانية.. وعندما انتسبت إلى الجامعة في الخمسينيات صرت أنشر في الصحف والمجلات التي كانت تصدر في جامعة دمشق آنذاك ومنها مجلة "الندوة" التي كتبت فيها "مذكرات فتاة جامعية" أتمرد على العادات والتقاليد التي كانت تمنع الفتاة من مواصلة تعليمها الجامعي.. ووقعت هذه المذكرات بإمضاء "رائدة البناء".. وتكرر هذا الأمر في مقالات عدة نشرت لي في ذلك الحين.. ولما عرفت أن طلاب وطالبات الجامعة يُشيرون إليّ ويقولون هذه قمر وليست "رائدة البناء" شعرت أن العملية خاسرة.. وكتبت بتوقيعي منذ عام 1952.. وأنا منذ ذلك الوقت لم أترك القلم.‏‏
* ما القضية أو المسألة الأهم التي يمكن أن تقرأها قمر كيلاني في أعمال قمر كيلاني؟.‏‏
** الواقع أننا كتبنا أنا وغيري من الكاتبات صرخات احتجاج.. وإعلاناً عن وجود ولفت أنظار إلى وجود مشكلات.. أما الحلول فقد كانت ضيقة وفردية وبمنظار يكاد يكون أحادياً.. لكن هذه الصرخات والنداءات لو وجدت بيئة تنتعش فيها ويتاح لها من يناقش فيها من زوايا متعددة اجتماعياً وفكرياً لكنا أقرب إلى النضج في ما نكتبه نحن أو ما ستكتبه كاتبات يأتين بعدنا.. فنحن في النقطة ذاتها ولا نسمع إلا أصداء أصواتنا.. لقد أُثير العديد من القضايا التي تهم المرأة، ولكن ما الحلول التي وصلنا إليها؟.‏‏
أعتقد أنها ضئيلة جداً.. لنأخذ مثلاً قضايا الزواج والطلاق وحضانة الأولاد.. الخ.. تظل النتائج غير متماشية مع العصر.‏‏
* برأيك هل استطاع أدبنا بلورة هويته الذاتية أم أنه في طريقه إلى ذلك؟.‏‏
** تحقيق الهوية الذاتية المحلية أمر فائق الأهمية بالنسبة للأديب وبمقدار ما يكون الأديب محلياً بمقدار ما يشق طريقه نحو العالمية والمثال أمامنا واضح.‏‏
إن نجيب محفوظ بدأ محلياً وانتهى عالمياً.. ويُخطئ من يظن أن المحلية ضيق وتحديد وسطحية إنها كإبداع شمولية وعمق واتساع.‏‏
ومن هذا المنطلق أقول: إن الأدب العربي السوري في أعماق بعض الأدباء كان محلياً.. لكن ليس بالنظرة الواسعة والعميقة للمحلية.‏‏
* هناك مصطلح شائع يتحدث عن أدب المرأة أو عن الأدب النسائي والأنثوي.. هل يمكن إيجاد الاستدلال على هذا الأدب فيما تكتبينه عن المرأة من ناحية اللغة والأسلوب.. أم أن المصطلح بالأصل اضطراري.. وليس ثمة لغة نسائية وأسلوب نسائي؟.‏‏
** من حيث المبدأ أنا أرفض أن يكون هناك أدب رجالي وآخر نسائي.. هناك أدب أولاً أدب.. ولا أدري من أين تسرب إلينا هذا المصطلح.. وكثيراً ما نكون في جلساتنا الأدبية فأعترض على النقّاد وعلى هذا الشيوع أو المصطلح كما سميته خاصة في الدراسات الأكاديمية وفي الأطروحات الجامعية.‏‏
ومع ذلك نستطيع أن نميز من خلال الخطاب الأنثوي ومن خلال تفجر الأحاسيس الأنثوية وأسلوب المرأة في التواصل مع العالم وفي كسر حواجز نفسية نستطيع أن نُمير أن هذا أدب نسائي.. ولكن ليس من ناحية الأجناس الأدبية.. إذ لا يوجد فرق بين أدب الرجل وأدب المرأة.. إنه أدب وكفى.. وهذا المصطلح بالتأكيد مدسوس علينا ولعله من أيام المستشرقين أو بدايات النهضة ربما وجدوا أن مجتمعنا يفصل بين المرأة والرجل ففصلوا لنا الأدب على ذلك وفرزوه.. ولكنه مصطلح بكل تأكيد خاطئ لأنهم هم أنفسهم لا يستعملون هذا المصطلح، فهم- أي المستشرقون- لا يقولون عن كاتبة غربية أو أميركية أن هذه المرأة أنتجت الرواية الفلانية أو قدّمت هذا العمل الرائع.. أو هذا المؤلف أو البحث الجيد.. هم فقط أعطونا مصطلحاً وتوهموا أنه يناسبنا.. والواقع ليس كذلك..‏‏
* إذاً هل هناك تناقض بين المرأة في الكتابة

والمرأة في الحياة..؟‏‏
وهل هناك فوارق بين المرأة الكاتبة والمرأة الإنسان؟.‏‏
** المفروض ألا توجد هذه الفوارق، أنا شخصياً أعيش أفكاري وأعيش ما أكتب.. وأصدق فيما أكتب ولا أجد أي تناقض بين حياتي كإنسانة وبين حياتي ككاتبة.. ولا أجد أي سدود بيني كإنسانة وككاتبة وأديبة.. كل هذا يتجمّع في نقطة ضوء واحدة وهي أن الكلمة في الأساس هي للتعبير الحر الصادق عن عواطف النفس الإنسانية.. فماذا يعني أن تقول كاتبة أو أديبة على المنابر بمبادئ معينة وتعود لتمارس نقيضها تماماً؟ ماذا يعني مثلاً أن تتهم الرجل وتستثير جموع النساء وتأتي إلى بيتها لتخضع له الخضوع الكامل.. حتى ولو كان ابنها الصغير المراهق فقط لكونه رجل البيت؟.‏‏
من هذا المنطلق لا أفهم هذه التناقضات على الإطلاق ولا أؤيدها، أريد للمرأة الكاتبة المتحررة أن تنسق إذا لم تستطع أن تطابق بين ما تنادي به وبين ما تكتب عنه، بين حياتها كإنسانة وامرأة.. ولو خيرتني بين الطرفين لما فضلت أحدهما على الآخر وهي ليست معجزة أن تجمع المرأة بين الأدب وبين حياتها كامرأة تماماً كما هو حال أي فنان آخر.‏‏
* الأجيال الجديدة في القصة تعتمد كثيراً على الشكل.. أما قصص الجيل الأول وأنت واحدة منهن فتعتمد على ثراء المضمون.. ما رأيك؟.‏‏
** مهما حاولنا أن نمزج بين الأجناس الأدبية أو أن نطرح مفاهيم الحداثة أو الحداثوية كما يسمونها.. والتجريبية.. وكل هذه الأشكال الجديدة تظل القصة أو الرواية مضطرة لأن تحمل مقولة معينة وتحمل بذرة معينة هي مشكلة "العُقدة" أو الحدث الرئيسي الذي يجب أن تدور عليه القصة.. أما أن تفرغ القصة من مضمونها أو من مقولتها أو أن تفكك وتحطم ويضرب عمودها الفقري كقصة من حيث الحدث وما ينتج عنه فهذه لا تعود قصة.. سمّها خاطرة.. سمّها بوحاً، مناجاة، سمّها ما شئت.. ولكنها ليست قصة.‏‏
الجيل الجديد بما أستطيع أن أسميه محكوم بالكلام الجميل والكلام الجميل نوع من البوح يُلبسه أحياناً ثوب القصة.. وربما أعطاه تنويعات وتقطيعات.. فجعلها مسرحية.. وربما رشّ عليه عطراً, فأصبحت قصيدة تُشبه قصيدة النثر، أما القصة فتظل هي القصة كما كانت في قصة آدم وحواء، أول قصة في تاريخ البشرية.. فهناك أطفال وأحداث رئيسية ونهاية لهذه الأحداث.. وبذلك تظل القصة تحمل هذه السمة مهما فعلنا.‏‏
* إذاً كيف تنظرين إلى القصة القصيرة في وطننا العربي.. وما رأيك بالنقد السائد؟.‏‏
** إنني أتألم من أجلها.. هذه الملكة الصغيرة المتوجة التي لا أقول إنها نزلت عن عرشها وإنما يتخاطف تاجها من ليسوا أهلاً لها خاصة بعد أن لم تعد الصحافة الأدبية- لغزارة الإنتاج القصصي- تُفرق الحصى عن اللآلئ, وأقول بصراحة إن اسم الكاتب أو شهرته لا يعني أن كل إنتاجه القصصي على حد سواء فعلينا ألا نغتر بالأسماء.. بل أن نختار القصة.‏‏
أنا أقدم هذا الجنس الأدبي الجميل جداً وأفرح بإنتاج قصة قصيرة أكثر من فرحي بإنتاج رواية, وأعتب على الصحافة لأنها لا تفتش على الجيد لتنشره.. وأحياناً تنشر العادي وما هو دون المستوى.‏‏
أما عن النقد.. فهذا حديث يطول.. أختصره بقولي: إنه يندر أن نجد عندنا نقاداً حقيقيين ينتمون إلى مدارس نقدية معينة أو اتجاهات نقدية.. حتى لو اختلفوا اختلافاً جذرياً في وجهات النظر.. المهم أن يقدم اعتباطاً أو مزاجياً بالصلات الشخصية أو اعتبارات أخرى.. فهذا أرفضه رفضاً قاطعاً وأتمنى أن يظل إنتاجي في الظل ولا تمتد إليه مثل هذه الأقلام لأن هذا النقد لا يقدم ولا يؤخر في شيء.. فالعمل الأدبي موجود وستأتي أجيال غير متأثرة بأوضاع راهنة.. ولعلها ستقوّم التقويم الصحيح.. "أبو حيان التوحيدي" مثلاً في التاريخ أغفل ولم يقم أحد ويكتب عنه.. وقد طغى عليه بريق الجاحظ.. وسلبت "الأغاني" ألباب الناس.. لكن "التوحيدي" ظهر إلى الوجود في عصرنا.. وأصبحت أعماله جزءاً بارزاً من تراثنا.. ورسائل "الصفا" أغفلت أيضاً وربما فُرّغ الكثير من صفحاتها وطمست معالم شعرائها لكنهم أخذوا مكانهم يوماً ما في الفكر العربي والشعر العربي.‏‏
* أعود إليك سيدة قمر وأسألك ما الذي تريدين أن تقوليه في كتاباتك؟.‏‏
** ما أريد أن أقوله في كتاباتي له عدة مستويات.. المستوى الشخصي كامرأة.. بأن لي معاناتي الصادقة والمريرة والتي لم أُعبر عنها إلا بلمحات خاطفة كأنها الشوق.‏‏
أريد أن أعبر بنطاق أوسع عن حياتي في دمشق التي أراها شبه أطلال الآن.. دمشق القديمة.. ومعاناتي في سورية كامرأة تؤمن بالعروبة.. وببلادها وبمستقبل هذه البلاد.. أريد أن أطوف حول مشكلاتنا الصميمية والحقيقية والتي هي جوهر معاناتنا في هذه البلاد كمشكلة فلسطين مثلاً، والعراق مؤخراً.‏‏
أريد أن أعيش حالة هي أنا.. وليست غيري لسنديانة عاشت بين الثلاثينيات حتى الآن في هذا البلد.‏‏
* ما الجانب الذي لا يعرفه الناس في شخصية "قمر كيلاني"؟.‏‏
أستطيع أن أقول إن كل ما كتبته كان نبضاً من حياتي.. وجزءاً من حياتي.. ولكنه ليس مرآتي وليس صورتي.‏‏
لم أكتب الأشياء التي جرحتني حتى العظم في صورتها الحقيقية.. وإنما غمزت إليها، أشرت إليها وعكستها.. لكنني لم أصورها التصوير الدقيق، أعتقد بأن كل ما أريد أن أكتبه عن نفسي أو يعرفه الآخرون عني لم أكتبه بعد.‏‏
* منذ سنوات عدّة لم يصدر لك أي نتاج أدبي.. سواء في القصة أو الرواية فما السّر في ذلك يا تُرى؟.‏‏
** هذا صحيح.. فأنا بالفعل في فترة صمت.. وليس صمتاً بمعنى العزوف والانكفاء.. بل أنا أعتبر أن هذا الصمت هو صمت كموت ولعلي سأتمم أعمالاً روائية بدأتها بخطوطها العريضة.‏‏
* هل تكفي زاويتك الأسبوعية في جريدة "الثورة" لتفرغي فيها كل همومك؟.‏‏
** بالنسبة لي.. هذا المقال الأسبوعي الذي استمر أربعين عاماً هو الوردة التي أغرسها في وطني.. أو الدمعة التي أذرفها أو هو الصرخة أو هو المناجاة.‏‏
كل ما يحدث معي أو يستثير اهتمامي خلال الأسبوع أستطيع أن أضعه على الورق في هذه الزاوية الصغيرة.. فهي المتنفس لرئتين مضغوطتين ومملوءتين بالحزن والأسى..‏‏
ولعل الناس.. وأقصد القراء والأدباء أيضاً يعرفون أين أتنقل وماذا أُعاني عندما يقرؤون زاويتي.. لأنها صادقة فعلاً.. وما يحدث معي.. وما أُحسه هو الذي ينعكس في هذه الزاوية الصغيرة..‏‏
* هل تفكرين بكتابة سيرتك الذاتية؟.‏‏
** ليس عندي رغبة أن أُرجع حياتي إلى الوراء.. ولكن هناك مؤلفات ربما تصدر بعد رحيلي.. وفيها شيء من سيرتي الذاتية..‏‏
لكن أن أجلس وأبدأ بكتابة سيرتي الذاتية بمنظار الآن أراه خطأ.. وكثير من السير الذاتية وقع أصحابها في هذا الخطأ حيث ينظر الكاتب لنفسه ويقوّم نفسه وهو بعمر معيّن بدءاً من الطفولة إلى المراهقة والشباب وهكذا.. وهنا الأحكام لا تكون دقيقة.‏‏
بالنسبة لي.. لو رجعت لعمر المراهقة الآن.. فسأقوم بالأعمال ذاتها التي قمت بها وسأرتكب ذات الحماقات والأفكار التي ارتكبتها ومن هناك لا يجوز أن أُحاول إيجاد مبررات للأعمال التي قمت بها في أيام الشباب.. وكذلك غيري.. لأن المبررات جاءت الآن مع تجاوز الستين.. وبسنها كانت هذه الممارسات عين الصواب وعين الحقيقة.. وهكذا أعتقد.‏‏
* أخيراً.. ما رأيك بدور المثقف العربي حيال قضايا الأمة بشكل عام؟.‏‏
** المثقف العربي في العموم ملتزم من تلقاء نفسه بكل ما تعانيه هذه الأمة من مشكلات.. وتحديات.. ولكن هذا المثقف لا يجد مكانه في هذه المعمعة التي تحدث حالياً في القتال والمواجهة مع الأعداء فهو لا يملك السلاح.. ولا النفوذ.. ولا يملك ما يصد به عن أمته هذا العدوان الظالم عليها.. فهو حقيقة في حيرة واضطراب.. وكما تعلم صوت المثقف العربي إلى جانب صوت السلاح غير مسموع.. لأن أصوات المدافع والطائرات والصواريخ أقوى من أصوات المثقفين.. وهذه الأصوات تطغى على صوت الكلمة.. ولكن هذا لا يمنع من أن تتفتح الرؤية خلال فترة بسيطة ويظهر بعدها المثقف على الساحة ليأخذ دوره الحقيقي..‏‏
وما يعانيه المثقف العربي اليوم كثير جداً.. فهو مُهدد بدينه وكسب عيشه.. ومهدد بأطفاله.. في البلاد التي يعيش فيها فانظر مثلاً إلى المثقف الفلسطيني.. فهو يُقتل وكذلك المثقف العراقي.. وهؤلاء يختفون عن الوجود كلياً ولا أحد يعرف أثرهم.. وأي مكان اتجهوا إليه، فهم شردوا في بقاع العالم، وإصلاح هذا الأمر يحتاج إلى فترة حتى نستطيع أن نلملم جراحنا من جديد..‏‏
-------------------‏
مجلة فارس العرب‏
العدد 118/119‏
كانون الثاني ـ شباط 2006‏