عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2013, 03:36 PM
المشاركة 885
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...سر روعة رواية " البحث عن وليد مسعود":

- اغنى ادبه بتجاربه الضخصية من طفولته على وجه الخصوص فه كان يدرك أن الأصول الحقيقية للأشياء تعود إلىالتجارب الأولى من حياة المرء"، (9). وأكّد على ذلك مراراً مركّزاًعلى لفظ "البئر" ومدلولها: "طفولتي ما زالت هي ينبوعي الأغزر. إنها البئر والعينالتي تمدّني بالكثير من النسغ لما يتنامى في ذهني من بنت الخيال، وأرجو أنها ستستمرفي منع الجفاف والعطش".
- رأى في (البئر) ما يرمز إلى حياة الناسالواقعية، والدينية: أما الواقعية فهي مستمدّة من حياة الناس في عشرينيات القرنالماضي.
- تتحقق أطروحة جبرا ابراهيم جبرا القائلة ان «كل رواية عظيمة يجب ان تعمل علىمستويين: واقعي واسطوري, وان مدى نجاح الكاتب يمكن قياسه بمدى قدرته على دمجالمستويين معا بصورة مقنعة» في مجمل ابداعه الروائي الذي يتسم بعمله على هذينالمستويين, معا, وبقدرة جبرا نفسه على دمجهما معا في عالم تخييلي تتداخل فيهالحدود, وتكاد تمحي أحيانا, بين ما هو واقعي وما هو أسطوري.
- تعد شخصية بطلروايته «البحث عن وليد مسعود»(1) اكثر تجليات هذا التداخل بين المستويين في تجربتهالروائية بعامة, إذ ما أن تجد هذه الشخصية نفسها مغلولة الى عالمي الواقع, حتى تبديانزياحا عنه, يحاول الروائي, عبره ومن خلاله, صياغة عالم أسطوري يتناسل داخلالرواية بوصفه معارضة للعالم الاول وليس الغاء له, يجد المتلقي نفسه في مواجهةشخصية روائية فائرة بشبكة تكاد تكون لا متناهية من المجازات والرموزوالدلالات.
- وهذا الانتقال من الانساني الى الاسطوري يتبدىعلى نحو أشد وضوحا في تلك الطاقة الجسدية الخارقة التي كانت لوليد أيضا, او في «عزيمة الكبش» التي جعلت مريم الصفار «منجذبة» اليه, بل «مهووسة به» لانه كثيرا ماكان يتركها وهي «منهكة بلذاذة الجنس»(ص147)
- كما يبدو اختفاء وليد تعبيرا عن رغبتهبمواجهته الموت بالموت يبدو في الوقت نفسه تعبيرا عن برمه بالواقع السياسي العربيالذي قاد الى النكبة الفلسطينية, ثم الى الهزيمة الحزيرانية, والذي كانت تصوغهسلطات سياسية مولعة بإنتاج شعارات خرساء لا رصيد لها في هذا الواقع: «ما من حكومةعربية إلا وتصرخ بالوحدة وتضع في الوقت نفسه ألف حاجز بين قطرها والقطر العربيالآخر»(ص110).
- تقيم الرواية "البحث عن وليد مسعود" اكثر من صلة مع إنجازات الرواية الحديثة, وهي لا تفعل ذلك من خلال توزيع مادتهاالحكائية على اثني عشر فصلا, يحمل كل منها عنوانا ذا حمولة شعرية واضحة, ومعبرة, على نحو كنائي, عن جوهر الحدث الذي يتضمنه كل فصل, فحسب, بل من خلال انتاجها سردامو ارا بمختلف تقنيات السرد الحداثي, بدءا من تيار الوعي, الى الوصف الخلاق الذي «ينزع الى ابتعاث معنى»(12), ويؤدي وظيفة رمزية داخل النص الى الاستفادة من تقنياتالفنون, ولا سيما الموسيقى, الى التداخل بين نمطي السرد الاساسيين, السرد والعرض, وبين انماطهما الفرعية, الى الاتكاء على تقنية «التواتر» (Frequence), التي منأشكالها الأربعة الأساسية, كما صنفها «ج.جنيت» (G.Genette) , رواية ما وقع مرةواحدة مرات عدة(13), إذ تقوم كل شخصية من الشخصيات التي عرفت وليد مسعود عن قرببرواية حدث اختفائه, ثم بتعليل بواعث هذا الاختفاء من وجهات نظر مختلفة يلقي كلمنها المزيد من الضوء على شخصية وليد, كما يلقي المزيد من الضوء على الواقع الذيدفع «وليد» نفسه الى اختيار ذلك الاختفاء, والى ترك سيارته على قارعة الطريقالصحراوي الذاهب الى سوريا, مخلفا وراءه شريط تسجيل فحسب «قال فيه أشياء كثيرة, ولميقل الشيء الوحيد الذي تحرق الجميع الى معرفته: إلى أين ذهب»(ص16).
- تعد الرواية أغزر نتاج جبرا الروائيوأكثره امتلاء بـ«الخلاصات» و؛الحذوف» معا, بسبب صدور المحكي فيها عن اكثر من راو / شخصية, ينتج كل منها الايقاع الزمني الذي يكاد يكون مغايرا تماما لسواه منالايقاعات الزمنية التي تنتجها الشخصيات الاخرى. فالدكتور جواد حسني, على سبيلالمثال, الذي يسهم في انتاج المحكي الروائي, يختزل خمس عشرة سنة من حياة وليد مسعودفي اقل من سطر, مكتفيا بالإشارة الى عمل وليد في البنك العربي خلالها.
- تشتمل رواياته على الصراع بينالشر الواضح والخير الأكثر وضوحاً، والبطل الذي ينصر الخير وينصره الخير الذي تجسّدفيه المستقبل كزمن للخلاص، أو كزمن خلاصي، يأخذ بيد الإنسان إلى موقع مشرق موعود.

يتبع،،سر الروعة في رواية شرف لصنع الله ابراهيم. انتظروني هنا.